للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شأن كل جيل - أن يمكنوا لطابعهم الخاص وآرائهم الخاصة، وان ينحرفوا في عنف أو هوادة عما للجيل المنصرم من مظاهر الطموح إلى الجمال. ومن هؤلاء بعض الشعراء الشبان الغنائيين الموهوبين (مثل الزه لاسكار شيلر، وارنست شتاتلر، وجود فريد بن، وفرانتس فرفل، وبخر وغيرهم) والى جانبهم بعض النقدة المنتجين الأقوياء مثل كارل اينيشتين ولودفج روبينر، وفردينايد هراديمويف. وظهر إلى جانب هؤلاء خلال هذه الحقبة أيضاً جماعة من القصصيين وكتاب المسرح مثل جستاف مايرنك مؤلف قصة (جولم) وماكس برود مؤلف (طريق تيشوبراه إلى الله) وكارل شتر نهايم، وليونهارد فرنك، وجورج كايزر، وارنست تولر، وفالتر هازنكلفر. بيد أن أهم ظاهرة في الحركة هو أنها كانت وما زالت غنائية في اتجاهها. بل إن (التعبير) كان يعني شهر النضال في سبيل الهام حر وطابع مطلق من كل قيد، أو بعبارة أخرى كان يعني ثورة العواطف والغرائز على أغلال عالم آلي مسير، وعلى الاتجاهات الفنية التي تصفدها قواعد العقل: تلك هي المبادئ التي دفعت بالحركة الأدبية سريعاً إلى الفوضى في الشكل والموضوع

كان الكاتب (المعبر) كأنه (فرتر) مبعوث، ولكن هؤلاء الثوار الجدد كانوا بالأخص يخالفون (فرتر) القديم في ميولهم الفنية كل المخالفة، على أن الميول الثورية أيام (فرتر) كما هي في ظل (التعبير) لم تكن تقف عند الفن. فقد كان البحث يتجه إلى طابع فني جديد، وكان يطمح إلى حق التدخل في أعمق ظروف الحياة الخاصة، ولكن الحركة كانت تتجه بعواملها الثورية بالأخص إلى تحطيم النظم الحكومية والاجتماعية والأخلاقية القائمة؛ كان هذا هو الجيل الذي ازدهر في معركة الطوائف قبل الحرب، وفي جحيم الحرب، وفي أحياء العمال، وفي ميدان الحرب؛ وما يكاد يعرف عالما غير عالم البطش والروعة؛ عالما يهوي الضعيف فيه إلى حضيض البؤس، ويبدو القوي عنيفا مطلق الهوى. وعلى هذا المنوال نشأت العواطف الأساسية لهذا الجيل، وهي عواطف رأفة ورثاء لضحايا هذا العالم، وعواطف طفولة، وعدم مسئولية نحو نظام اقتصادي عنيف ونظام سياسي قاهر أكثر عنفاً، وبالاختصار عواطف ثورة واستهتار. كذلك كان هذا الجيل يؤمن بالعاطفة الإنسانية التي شوهتها التقاليد والعرف. وبالخبر المحض الذي غاض في غمر من الكسل والخبث. وكانوا ككل الثوار الخياليين لا يرون في الحاضر ولا في التاريخ شيئاً غير بطش

<<  <  ج:
ص:  >  >>