ما يحلو للمؤلف من ثناء وتنويه. فان لم يفعل فيا للاحتكار، ويا للأنانية، ويا للغدر والكفران بالحقوق!
تعس الشرق إن كانت هذه روح الجد في شباب يتولى قيادته الفكرية بعد جيل. ومن رحمة الله بالشرق ألا تسري هذه الروح في غير القليل من المتواكلين
وتجربتي أنا في هذا الميدان قد يعرفها المتعقب لتاريخ الكتابة الحديثة بغير بحث طويل
فما لجأت قط إلى أديب مشهور لأتكئ إلى شهرته وأستفيد من ثنائه، وما استبحت قط في كتاب من كتبي التي أطبعها أن أذيع كلمات التقريظ التي يخصني بها الكبراء ومنهم زعيم مصر (سعد زغلول)
هذه تجربتي مع من تقدموني وسبقوني إلى ميدان الكتابة والشهرة. أما الذين لحقوا بي فإذا استثنيت أفراداً جد قليلين من صحبي - وإن شئت فقل تلاميذي - فلا حق لي عندهم ولهم عندي جميع الحقوق.
قرأوني عشر سنين فما نبسوا بكلمة تقدير واحدة، وتعرضوا للكتابة أياماً فاعتقدوا أنني قصرت غاية التقصير لأنني لم أفرغ نهاري وليلي للثناء عليهم والتبشير بدعوتهم، ووجب إذن أن أفعل ما يريدون وإلا. . .
وهنا العثرة كما يقول شكسبير!
وإلا ماذا؟ إنني رجل لو جاءني أحد فقال لي عش ألف سنة سعيداً وإلا. . . لأوشكت أن أجيبه بالرفض بعد هذا الاشتراط قبل إتمامه
فإذا جاءتني شرذمة من خشاش الأرض لا يعرفون لي حقاً ويفرضون عليّ أن أنتحل لهم كل حق مصدوق أو مكذوب وإلا حطموني وهدموني وذروا ترابي في الهواء فماذا ينتظرون مني؟ ولماذا يغضبون إذا تركتهم يهدمونني؟ الأنهم لم يستطيعوا هدمي؟ أكان من الاحتكار أيضاً أنني لم أنهدم كما أرادوا فعرفوا أنهم عاجزون وأنهم هارلون؟
إن حق التشجيع في معاملة الناشئين مقرون بحق الأدب والتوقير في معاملة الشيوخ والكهول
بل حق الأدب والتوقير مقدم بحكم السبق في الزمان، لأن الشيوخ والكهول كتبوا قبل الناشئين، وبحكم الحق لأن الأديب الناشئ يستفيد حين يقرأ سابقيه وليس الأديب الكهل أو