الصالح إلا أداءً لديون طُوَّق بها جيد مصر في مناسبات مختلفات، فقد أشرت في مقالاتي غير مرة إلى الأعداد الخاصة بمصر في مجلات العراق وسورية ولبنان، ودعوتُ إلى أن نجزي أولئك الإخوان وفاءً بوفاء
ولكن هناك صعوبات تعترض هذا المشروع الجليل، وأخطر الصعوبات هو ضعف الإحاطة بخصائص تلك البلاد. ولتوضيح هذا المعنى أقول:
سيبدأ الأستاذ الزيات بإصدار عدد خاص بالعراق، لأنه أقام فيه ثلاث سنين، ولن يجد صعوبة في تمثُّل ما فيه من مواهب ومطامح وآمال، ولأنه سيجد من إخوانه في القاهرة وبغداد من يساعده على إصدار ذلك العدد الخاص
فما الذي سيصنع حين يتأهب لإصدار أعداد خاصة بالأقطار المغربية واليمنية والحجازية والسورية واللبنانية؟
أنا بمشيئة الله حاضر لمساعدته على العدد الخاص بلبنان. فسأزوره في فرصة سعيدة عند اجتماع المؤتمر الطبي العربي في بيروت، فمن أنصار الزيات في غير العراق ولبنان؟
الخطب أسهل مما نتوهم، ولكن. . . ولكن على شرط أن يهاجر الزيات من المنصورة إلى القاهرة ليستوحي من فيها من العارفين بخصائص الحياة الأدبية والاجتماعية في تونس والجزائر ومراكش واليمن والحجاز وسورية وفلسطين
إن استطاعت (الرسالة) أن تصدر عدداً خاصاً بكل قطر من أقطار العروبة فستؤدي للأدب الحديث خدمة معدومة النظير والمثيل
ولكن متى تصدر (الرسالة) عدداً خاصاً بالسودان؟
السودان جزء من مصر، ولكن محاسنه محجوبة عن جماهير المصريين. . . فهل أستطيع أن أقول لأخواني في السودان إن الرسالة ستصدر عدداً خاصاً بالسودان بمناسبة المهرجان الأدبي المقبل؟
بين القومية والإنسانية
وأرجع إلى تفنيد التهمة التي سيقت ظُلماً إلى الدكتور عبد الوهاب عزام فأقول:
إن الذين كَبر عليهم أن ندعو إلى القومية العربية لم يجدوا حجةً تستر غرضهم المعروف غير القول بأن القومية تنافي الإنسانية، لأنهم فيما يزعمون لأنفسهم دعاة التحرر من