للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الغِطمّ يحتاج إلى وقتٍ، فمتى ما سنحت لي الفرصة أُحقق الأمنيَّة، وأنقل ما قيدته في دفاتري. واليوم قد ظفرت بهذا الموضوع، فآتي به وأطلع الأدباء عليه بنشره في هذه المجلة.

٢ - أقسام مخازن الطعام

تقسم مخازن الطعام إلى قسمين كبيرين: قسم يتخذ فوق الأرض وقسم يتخذ في السراديب أي تحت الأرض وليس للغربيين إلا اسم واحد لهذين القسمين وهو (سيلو أما العرب، فقد سمو باسمين مختلفين هذين المخزنين: فالذي يبنونه أو يتخذونه فوق الأرض يسمونه السيرة أو السير، وهو الذي نقل إلى (سيلو الغربية كما سترى) وقسم تحت الأرض وهو المسمى عندهم مطمورة.

٣ - السيرة والسير

قال صاحب كتاب الرزدقة في ص ١٤٣ - ١٣ وما يليه:

اعلم أن (السيرة) بالكسر و (السَيْر) بالفتح، أن يكدّس الطعام أو الميرة أكداساً وصُبَرا، ثم يجمع بينها وتصومع، ثم تَسيّغ فتصمد دفعاً لعادية الأمطار والثلوج عنها وحفظاً لها من كل ضرر، فان وضع هذا الطعام أو هذه الميرة في حفرة فهي المطمورة) انتهى بنصابه

وقد نقَّرنا عن السيرة والسير في كتب متون اللغة، وهي عندنا كثيرة لا يرى أمثالها عند كثيرين من أصحاب خزائن كتب أبناء يعرب ولا في دور أبناء الغرب فلم نظفر بما يفيدنا هذه الفائدة المطلوبة هنا؛ ولكن لها وجه وجيه في اللغة، فقد جاء في كتبنا عن أحد معانيها: السيرة: الميرة. فيكون مجيئها بمعنى مخزن السيرة من باب حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه، ومنه الآية: واسأل القرية. ومعناه: أهل القرية. وفي الحديث: (وإن مجلس بني عوف ينظرون إليه أي أهل المجلس على حذف المضاف. وفي الأساس: رأيتهم مجلساً أي جالسين. وعندنا من الشواهد ما يقع في جزء من أجزاء هذه المجلة لكثرتها وسماعها عن الأئمة الأعلام الإثبات الذين لا يشك في فصاحتهم ولا في بلاغتهم، ولا في عروبتهم المحضة

وأما (السَيْر) بمعنى السيرة والميرة التي وردت في (الزردقة) فلم نجدها في كتاب لغة؛ لكنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>