لك سيدة جميلة من سيدات البلاط، اسمها (سكر) ولكنه سرعان ما سئم صحبتها
وتاقت نفسه إلى حبيبته شيرين، فرحل إلى الهضاب المرتفعة في طلب الصيد، وضرب خيامه على مقربة من قصر شيرين. وكانت هي - على مر الأيام - قد بدأت تشعر بالأسف، لمعاملتها رسله بهذا الجفاء، فرضيت أن تستقبله في قصرها. وما كادا يتقابلان في أول لقاء بعد هذه الحوادث، حتى ثارت ثائرتها، وأخذت تعنفه لخيانته وقسوته، ثم صرفته من بين يديها، فرجع كسير القلب حزيناً. وعادت شيرين ثانية تشعر بالأسف لجفائها معه، وأرادت أن تصلح ما أفسدت، فتسللت من قصرها، وتوجهت إلى مضرب خيامه في زي أحد غلمان الملك. وهناك قابلها شابور، فتوسلت إليه أن يخبئها في منظرة، ففعل ذلك. وأغري خسرو حتى أدب مأدبة في هذه المنظرة. وكان شابور قد أخبر نيكيسا بوجود شيرين، فغّنتْ أثناء المأدبة بصوت رخيم تحركت له أوتار قلب خسرو، ورد عليها باريد بأغنية أثارت عواطف الجميع، فلم تتمالك شيرين نفسها دون أن تتنهد، وتفصح بذلك عن وجودها. وهنا رفع شابور الستار عن مخبئها، ورآها خسرو أمامه، وهي ترنو إليه، ولسانها حالها يقول
لا رأى السوء من يراك يد الده ... ر وأحيا الإله من حياكا