للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- قد يكون هناك سبب أساسي وهو أن اللغة العربية عميقة الأداء وأن بعض تعابيرها قد تجمدت كما يقولون، ولكن المهم في نظري هو سير لغتنا بقوة الاستمرار فقط مدة طويلة من الزمن لا بقوة الحياة كما كان ينبغي لها أن تسير، ولذلك فإنها تخلفت عما سواها من اللغات في الأداء، وعليها أن تجتاز كثيراً من العقبات قبل أن تستعيد ماضيها الحافل

وهنا حدثت فترة في الحديث واتصل نظر المتحاورين بما يجري في القاعة من أخذ ورد ثم عطفت المتحدثة مرة أخرى إلى صاحبي وساءلته:

- هل تفضل طريقة غير طرية القصص في الأداء والخلق كأديب، أم أنك قانع بفنك؟

فأجابها صاحبي بعد فترة وجيزة بتؤدة:

- كنت أتمنى أن أكون شاعراً ولكن ذلك ليس بيدي، وأظنني لا أعدو الشاعر في وضعي الآن كقصاص، ولكني كما قلت لك لا أفضل على كتابة القصة شيئاً

- ذلك ما ظننت

وبعد برهة وجيزة أخرى رأيت صاحبي ينحاز إليها سائلاً:

هل لي أن أستوضح السيدة أمراً؟

- نعم

- ماذا تفضلين من أنواع الأدب؟

- القصة

- وهل أنت قصاصة؟

فابتسمت المحدثة ابتسامة رطيبة وأومأت إليه برأسها:

- لا أكذبك يا صديقي! إنني أنا أيضاً قصاصة؟

- ففتحت عيني مستغرباً، وكذلك كان صاحبي، فقد جاء جوابها هذا أغرب ما في الحديث!

عبد الوهاب الأمين

-

<<  <  ج:
ص:  >  >>