أيام غالباً. وأشهر موالد القاهرة بعد المولد النبوي مولدا الحسين والسيدة زينب، وقد وصفتهما في فصل لاحق من الأعياد الدورية العامة في مصر. ولا يواصل أكثر المصريين زيارة قبور الأولياء المشهورين للتبرك فحسب، وإنما يواصلونها خشية نزول المصائب بهم إذا قصروا في ذلك. وهكذا يقاسى الآن أحد معارفي مرضاً يعزوه إلى إهماله حضور مولد السيد احمد البدوي في العامين الأخيرين، وقد جاء أوان الاحتفال بأحد موالده. ويكاد ضريح هذا الولي يجتذب زائرين من العاصمة وأنحاء مصر السفلى أثناء الموالد السنوية الكبيرة بقدر ما تجتذب مكة حجاجاً من أنحاء العالم. ويقام للسيد البدوي ثلاثة موالد سنوية إكراماً له. ويقام أحدها حوالي اليوم العاشر من شهر طوبه (١٧ أو ١٨ يناير) والثاني في الاعتدال الربيعي أو نحو ذلك، والثالث وهو المولد الكبير يقام بعد الانقلاب الصيفي بشهر تقريباً (أو حوالي منتصف شهر أبيب) عندما يزيد ارتفاع النيل ولم تقطع السدود بعد. ويستمر كل مولد ثمانية أيام، فيبدأ يوم جمعة وينتهي بعد ظهر الجمعة التالية. وتقام في كل ليلة ألعاب نارية. ويحتفل بمولد السيد إبراهيم الدسوقي بعد كل من الموالد السابقة بأسبوع في دسوق على الضفة الشرقية من فرع النيل الغربي. وكان السيد إبراهيم ولياً ذائع الصيت يلي السيد البدوي في الشهرة.
وتعتبر موالد السيد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي أسواقاً عامة فضلاً عن كونها أعياداً دينية، ويقيم أكثر زائري مولد السيد إبراهيم في مراكبهم. ويعرض بعض دراويش السعدية من أهل رشيد ألعابهم بالثعابين، ويحمل بعض هؤلاء ثعابين شد فمها بحلقة فضية وقاية من لدغها؛ ويأكل آخرون بعض هذه الثعابين حية. ولا يزيد الاحتفال الديني في الموالد جميعاً على إقامة الذكر وتلاوة القرآن. وقد جرت العادة أن يقوم المسلمون - كما كان يفعل اليهود - بتجديد بناء قبور أوليائهم وتبيضها وزخرفتها وتغطية التركيبة أو التابوت أحياناً بغطاء جديد؛ وأكثر هؤلاء يفعلون ذلك رياءً كما كان يفعل اليهود
يكثر الدراويش في مصر كثرة عظيمة، ويحترم المصريون - وخاصة الطبقات السفلى - هؤلاء الذين يعكفون على الرياضة الدينية ويعيشون على الصدقة احتراماً كبيراً؛ ويستخدم بعض الدراويش الحيل المختلفة الاشتهار بقداسة فائقة وقدرة القيام بالكرامات، ويعتبر الكثير منهم أولياء