ويحمل من ينحدر مباشرة من ذرية أبى بكر أول الخلفاء لقب (الشيخ البكري)، ويعتبر ممثل ذلك الخليفة، ويسيطر على جميع طوائف الدراويش بمصر؛ ويعتبر (الشيخ البكري) الحالي، وهو أيضاً من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم نقيب الأشراف. ولعمر أيضاً ممثل هو (شيخ العنانية) أو (أولاد عنان)، وهم طائفة من الدراويش سموا هكذا باسم (ابن عنان) أحد شيوخهم المشهورين. وليس لعثمان ممثل، إذا أنه لم يترك خلفاً. ويسمى خليفة على (شيخ السادات)، وهو لقب دون لقب (نقيب الأشراف). ويدعى كل شيخ من هؤلاء الثلاثة (صاحب سجادة) سلفه العظيم. وكذلك (شيخ الطائفة) من طوائف الدراويش يسمى (صاحب سجادة) مؤسس الطائفة. وتعتبر السجادة العرش الروحي. وفي مصر أربع سجاجيد كبيرة وهي لتلك الطوائف الكبيرة التي سأذكرها الآن
أشهر طوائف الدراويش في مصر ما يأتي:
أولاً: طائفة (الرفاعية) أسسها السيد أحمد الرفاعي الكبير. وأعلام الرفاعية وعمائمهم سوداء، وقد تكون العمائم من الصوف الحالك الزرقة أو الموصلي القاتم الخضرة. ويشتهر دراويش الرفاعية بأعمالهم العجيبة. ودعَّي (العلوانية) أو (أولاد علوان) وهم فرقة من الرفاعية أنهم يغرزون المسامير الحديدية في أعينهم وأجسامهم دون أن يقاسوا ألماً. والظاهر أنهم يفعلون ذلك بطريقة تخدع من يصدق مثل هذه الأعمال. وهم يحطمون أيضاً على صدورهم كتلاً من الحجارة ويبتلعون الحجر والزجاج. ويقال إنهم يخترقون أجسامهم بالسيوف وخديهم بالمسلات دون ألم أو جرح. غير أنه قلما تشاهد هذه الألعاب الآن. وكانت العادة كما أُخبرت أن يقوم الدرويش بتجويف قطعة من جذع النخل ويحشوها بخرق غمست في الزيت والقطران ويشعلها. ثم يحمل هذا الجسم الملتهب تحت ذراعه في موكب ديني وليس على جسده غير سروال فينبعث اللهب على صدره وظهره ورأسه ولا يبدي ألماً. و (السعدية) فرقة أخرى من الرفاعية أشهر من الأولى أسسها الشيخ سعد الدين الجباوي، وأعلامها وعمائم أعضائها خضراء وقد تكون العمائم قاتمة. ويوجد في هذه الطائفة دراويش يمسكون الثعابين السامة والعقارب بلا خوف، ويلتهمون بعضها. إلا أنهم ينزعون أنياب الثعابين حتى يأمنوا شرها. ولاشك أنهم يعدمون العقارب سمها أيضاً. ويركب شيخ السعدية في بعض المناسبات كمولد النبي (صلعم) حصاناً ويسير به على