أجسام بعض دراويشه وغيرهم وهم راقدون على الأرض. ويقرر جميعهم أن وطء الحصان لم يؤذهم ويسمى هذا الموكب (الدوسة). ويعيش الكثير من دراويش الرفاعية والسعدية على إخراج الثعابين من البيوت. وسأتكلم عن براعة هؤلاء المشعوذين في فصل آخر.
ثانياً:(القادرية) أسسها السيد عبد القادر الجيلاني النبيه الذكر. وبيارق القادرية وعمائمهم بيضاء. وأغلبهم صيادون فيحملون في المواكب الدينية شباكاً مختلفة الألوان يرفعونها على دعائم تمييزاً لطائفتهم.
ثالثاً:(الأحمدية) وهم طائفة السيد أحمد البدوي. وهذه الطائفة كثيرة العدد ومحل الاحترام. وراياتهم وعمائمهم حمراء.
وتعتبر (البيومية) ومؤسسها السيد على البيومي، و (الشعراوية) ومؤسسها الشيخ الشعراوي و (الشناوية) ومؤسسها السيد على الشناوي فرقاً من الأحمدية. ويشترك الشناوية في اليوم الأخير من مولد شفيعهم الكبير السيد احمد البدوي في طنطا بنصيب غريب، إذ يجرون حماراً في ذلك اليوم ويتركونه يدخل المسجد من تلقاء نفسه. فإذا دنا من الضريح حيث يحتشد الجماهير نتف كل من استطاع بعضاً من شعره كتعويذة حتى يصبح جلد الحيوان المسكين عارياً كراحة اليد. وهناك فرقة أحمدية أخرى تسمى (أولاد نوح) كلها شبان يلبسون (طراطير) تعلوها شرابة من قطع الجوخ المختلف الألوان. ويحملون سيوفاً خشبية وسياطاً من الحبال السميكة المجدولة المسماة (فرقلة) ويلبسون عدة عقود من الخرز.
رابعاً:(البراهمة) أو (البرهامية) وهم طائفة السيد إبراهيم الدسوقي الذي سبق الكلام عن مولده. وأعلامهم وعمائمهم خضراء. وهناك فرق أخرى ينتمي بعضها إلى الطوائف السابقة، ومن أشهرها (الحفناوية) و (العفيفية) و (الدمرداشية) و (النقشبندية) و (البكرية) و (الليثية)
والإلمام بكل عقائد الدراويش وقوانينهم وشعائرهم مستحيل؛ إذ أن أكثرها مثل عقائد الماسونية لا تذاع على غير المطلعين على أسرارها. وقد وصف لي درويش أعرفه كيف أخذ (العهد) أي ميثاق التعريف بالسر وهو يكاد يكون واحداً عند الطوائف جميعها. استقبل شيخ الدمرداشية صاحبي هذا فتوضأ وجلس أمامه على الأرض. ثم ضم كل من الشيخ