للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى ذلك أن يثيروا المشكلة في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، فيصبح من حق الجرائد أن تنشر ما تعرض لمنعه الرقيب

فهل ننتظر من النواب الجامعيين مواقف تشبه تلك المواقف في الانتصار لحرية الرأي والفكر والبيان؟

وهل نرجو أن يكون لجهادهم النيابي لون يتسم بالغيرة على الحرية الفكرية؟

كل ما أخشاه أن ينساقوا مع التيارات السياسية لتقام لهم حفلات جديدة باسم الوزراء الجامعيين!

عذركم مقبول، أيها الفتيان، فالأدب الصرف لا يسوق لأصحابه غير المتاعب، ولا يؤهلهم لغير التمرس بمعضلات الوجود

مع الدكتور طه حسين

المعروف أن بيني وبين الدكتور طه (ما صنع الحداد) وإن كنت أجهل المراد من هذه العبارة المصرية، ولكن ما صنع الحداد لا يمنع من لقاء الدكتور طه حسين، لأنه جاري بوزارة المعارف، والجيران يتلاقون كارهين أو طائعين، وفي ذلك التلاقي يجري الحديث حول محصول الحركة الأدبية في هذه الأيام، وهو يقرأ جميع ما تنشر المجلات ليعرف إلى أي مدى ينتهي جموح بعض الكاتبين!

- أنت يا دكتور زكي تتجاهل أن الدنيا في حرب

- وماذا يصنع الكاتب في أيام الحرب، يا سيدي الدكتور؟

- يكتب ثم يطوي ما يكتب إلى أن تجئ أيام السلام

- وإذا نشر ما كتب؟

- يعاقب بالصمت

- ولكن الكتابات الأدبية كالود الصحيح وهو يطلب في جميع الأوقات

- هنالك أوقات تكون منها الصحة ضرباً من الاعتدال، ويكون الفوز لأهل الأمراض

- وهل وصلنا إلى هذه الغاية يا سيدي الدكتور؟

- لم نصل إلى هذه الغاية، ولكني أخشى عواقب هذه الحال

- وما هذه الحال؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>