- هي ضعف الأعصاب عند جميع الناس، بحيث يجوز الضجر من أجمل الأشياء وأشرف المعاني
- ولكن المفكر مسؤول أمام قرائه في كل وقت، وفيهم من يجهل أن الدنيا في حرب
- من واجب المفكر أن يعلم قراءة ما يجهلون
- وهذا ما أصنع يا سيدي الدكتور
- هل علمتهم أن الدنيا في حرب؟
- قصصت عليهم قصة الطائر الغريب
- وما قصة الطائر الغريب؟
- هو طائر يساير الأنوار المبثوثة فوق الشواطئ
- لأي غرض؟
- ليعرف مسابح الأسماك فيهديها سواء السبيل
- الناس يقولون غير ذلك!
- وماذا يقولون؟
- يقولون: إن الطائر يضع المصابيح ليجتذب الأسماك إليه
- وماذا أصنع إذا كانت الطبيعة ترى النور سر الجاذبية؟
- ومن أجل هذا تطالب بحرية الفكر والرأي؟
- هو ذلك!
- اكتم هذا الحديث يا دكتور زكي، ولا تخبر أحداً بأنك حاورتني في الأنوار والظلمات
- سمعاً وطاعة، يا سيدي الدكتور، فلن أنشر هذا الحديث إلا بعد انتهاء الحرب
امتحان جديد
تقوم الشواهد في كل يوم على أن الحكم للسيف والمدفع، وأن المعاني الروحية في سبيل الزوال، فكيف نلقي القراء في حدود ما عودناهم لعهد السلام؟ وكيف نناضل لحفظ سلطان الرأي في زمن تضعضعت سلطنة الرغيف؟
هل نترك معالجة المشكلات اليومية وننصرف إلى معالجة المشكلات التاريخية؟
هل نتحدث عن جبل واق الواق في أساطير الأولين؟ لا هذا ولا ذاك، فسترون كيف نخرج