إخفاقها. وقبيح بالعاقل أن ينوي الإقامة في المراحل، ولو أمكن دفع طارق الحدثان، بالملك والسلطان، والتمكين والإمكان، والأنصار والأعوان، لكان خلقاً بذلك خسرو برويز الذي عم أمره طلاع الأرض، وأطاعته ملوك الشرق والغرب، وكان يحمل إليه خراج الهند والروم والترك والصين؛ وقد جاء خبر موته إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية مع أهل مكة
وفي وفاة خسرو يقول الشاعر:
هي الدنيا تقول بملء فيها: ... حذار حذار من بطشي وفتكي
ولا يغرركم حسن ابتسامي ... فقولي مضحك والفعل مبكي
بكسرى بروز اعتبروا فإني ... أخذت الملك منه بسيف هلك
وكان قد استطال على البرايا ... ونظم جمعهم في سلك ملك
فلو شمس الضحى جاءته يوماً ... لقال لها عتواً: أُف منك
ولو زُهر النجوم بغت رضاه ... تأبَّى أن يقول: رضيت عنك
فأمسى بعد ما ملك البرايا ... أسير الموت في ضيق وضنك!