في عينيه الآثمتين، واشتهاها لنفسه. وهيأت له نفسه الشريرة أن يقتل أباه، فيحصل على العرش، ويستأثر بالملكة الجالسة عليه
وذات ليلة أرسل شيرويه رجلاً من صنائعه، تسلل إلى مخدع الملك، وطعنه طعنة نجلاء أصابته في مقتل، ثم فر هارباً. وصحا خسرو والدماء تنزف من جرحه بغزارة وتبين أنه لا أمل له في النجاة من جرحه القاتل، واشتهى جرعة من الماء يخفف بها آلامه وأوجاعه. ولكنه أبى على نفسه أن يوقظ زوجته الحبيبة شيرين. وبعد أن ملأ من وجه شيرين، أغمض جفنيه، واستسلم للموت، فجاء برداً وسلاماً عليه، وأسلم الروح
وشيئاً فشيئاً صحت شيرين ورأت خسرو يرقد إلى جوارها وقد فارقته الحياة، فبكت وتوجعت، ولكنها تمالكت نفسها، إذ علمت أن أمامها واجباً نحو زوجها الراحل يجب عليها أن تؤديه وقامت إلى جثمانه، فغسلته وضمخته بالعطور والزيوت، وأعدته لموكبه الأخير
وفي (شكل ٣) تقف شيرين مع إحدى وصيفاتها، وهي تبكي وتندب زوجها الراقد جثمانه على السرير، وفي صدره جرح غائر تتدفق منه الدماء. وإلى اليمين يفر القاتل هارباً من الباب وفي يده سيف مسلول يقطر منه الدم. ونلاحظ الزخرفة النباتية الجميلة في بلاط أرضية الغرفة، وما يظهر على الحائط من نقوش دقيقة من صور آدمية ورسوم حيوانات وطيور. وهذه الصورة في مخطوط للمنظومات الخمس للشاعر خسرو الدهلوي، كتبه الخطاط سلطان علي في سنة ٩٠٠ هجرية (١٤٩٦م) وهو محفوظ في مكتبة الدولة ببرلين
بعد أن هيأت شيرين جثمان خسرو لموكب الجنازة، جاءها رسول من قبل شيرويه، يبلغها هيام سيده بها وتظاهرت شيرين بالقبول، ولبست أبهى ملابسها، وتزينت بأجمل زينة لديها، فابتهج شيرويه وظن أنها رضيت به. ولما وصل الموكب إلى القبر، أدخل النعش إليه، وبقيت شيرين بمفردها في القبر إلى جانب جثمان زوجها تحرسه. ولما أقفل الباب رفعت الغطاء عن صدر خسرو وقبلت مكان الجرح، ووضعت خده واستلت خنجراً أغمدته في قلبها، ثم بقيت تحتضن حبيبها بين ذراعيها
خاتمة
يقول صاحب الشاهنامه: ينبغي لمن يطالع أحوال خسرو برويز ويقرأ أخباره أن ينفض ذيله من الدنيا الغرارة الغدارة، فلا يسترسل إليها، فإن سمها يغلب ترياقها، وآمال بنيها تنتج