وشعرائه. فليترك برجه العاجي إذن أو فليتركنا نحن نتعالى ونتواضع كما نشاء
وعبرة ثالثة أن الأستاذ يحن إلى صداقات في الأدب المصري كالصداقات التي أثرت عن كبار الأدباء الغربيين
وأن أناساً لتأخذهم السمعة البعيدة في زمانها أو البعيدة في مكانها فليلحقونها بعالم الخيال وعالم المثال ويسهون عن الواقع الذي لا يقبل المحال
وأعيذ الأستاذ أن يكون من هؤلاء
فتاريخ الآداب الأوربية بين يديه يستطيع أن يرجع في كل ساعة إليه، ويستطيع أن يعلم بعد المراجعة أن في الأدب العربي حديثه وقديمه صداقات تضارع تلك الصداقات مع حسبان الفارق في البيئة والزمن والمناسبة
فهل يعني الأستاذ صداقة شعراء البحيرة في أنجلترا؟ هل يعني صداقة شلي وبيرون هناك؟ هل يعني صداقة جيتي وشلر بين شعراء الألمان؟ هل يعني صداقة تولستوي وتورجنيف وديستفسكي بين عظماء الأدب العالميين من الروسيين؟
إن كان يعني هؤلاء وأمثال هؤلاء فهو واجدٌ في الأدب العربي الحديث صداقات من طراز تلك الصداقات، وواجدٌ من هناتهم في الغرب نظائر لما يشكوه من هنات الزملاء المصريين والشرقيين
والطبيعة البشرية واحدة في كل مكان. . . تلك أصدق حكمة عن الناس قالها إنسان.