أنفاسي، وأما العذول فسيحل عليه غضب الله ولعنة الحب، ولن يلقى في دهره غير الشتات، وسيكون هو وأهله ومن يحيط به طعاماً لنيران الوشايات والأباطيل
الوداع، يا رفيقة صباي، وداع الطفل لأمه الرءوم، وداع الموجة المتكسرة على شاطئ الأمين، وداع الوليد للحياة وقد أعجله الموت في يوم الميلاد!!
لقيتك بعد يأس، يا رفيقة صباي، فكاد يقتلني الجنون. . .
فما الذي سيجني الواشي وقد أفسد ما بينك وبيني بكلمة أقصر من ومضة البرق وأطول من كيد الزمان؟
ومن أعجب العجب أن يكون ذلك الواشي أنضر من طلعة الصباح في عين الشريد الذي طال شقاؤه بظلمات الليل
فما معنى ذلك؟
هو الحية الملساء التي تسربت إلى رياض الفردوس لفتنة أبينا (آدم) وأمنا (حواء)
هو السم المدُوف في طيات (البرشام) الملفوف
هو العذول الذي استعاذ من شره أقطاب الصبابة والوجد والحنين
لن أراك، يا رفيقة صباي، بعد اليوم، لأن قلبك أرق من أن يحتمل فظاظة الأراجيف، ولأن لك زوجاً يؤذيه أن يكون لزوجته في العشق تاريخ
الوداع، وداع القلب الخائف لأطّياف الأمان
الوداع، وداع الجسد للروح
الوداع، وداع الشاعر لديوان من أشعار الوجدان أكلته النار في يومٍ عاصف
الوداع، وداع المحب للمحبوب على غير أمل في اللقاء
الوداع، وداع المحكوم عليه بفراق الأهل إلى أن يموت في غيابات السجون
لن نلتقي بعد اليوم، يا رفيقة صباي، إلا في الفردوس
وأين أنا من الفردوس؟
وهل لمن باح بأسرار الحب أملٌ في الجنة والرضوان؟
زعم الإنسان أنه أعظم من سائر الحيوان بفضل النطق، وبالنطق هتكت أسرار الحب، فضاعت مني رفيقة صباي، فمتى أعرف فضل الصمت؟