حقيقية لا أثر للتكلف والتصنع فيها.
٣ - الغزل: وأكثره من الغزل الصوفي الذي يكاد يكون مقصوراً على النبي العربي محمد بن عبد الله، وقد مهدت له ب (قالت مستغيثة) أو (قالت توسلاً) وما أشبه
ومن أروع قصائدها في هذا الغزل الديني ميميتها التي مطلعها:
أعن وميض سرى في حندس الظلم ... أم نسمة هاجت الأشواق من أضم
حيث تقول:
روحي الفداء ومن لي أن أكون له ... هذا الفداء وموجودي كمنعدم
وما هي الروح حتى أفتديه بها ... وهي البغاث بغاء الظلم والظلم
وتتخلل بعض قصائدها أبيات قليلة، فيها عن نفسها حديث لا يخلو من فخر وتحدٍ:
ولقد نظمت الشعر شيمة معشر ... قبلي ذوات الخدر والأحساب
وخصصت بالدر الثمين وحامت ال ... خنساء في صخر وجوب صعاب
كما لا يخلو من إشارة مزهوة إلى فضلها على سائر النساء اللواتي إن نظرن في المرآة فللتجمل والتزين، وأما هي:
فجعلت مرآتي جبين دفاتري ... وجعلت من نقش المداد خضابي
كم زخرفت وجنات طرسى أنملي ... بعذار خط أو إهاب شباب
ومع أنها شاعرة لا ناثرة فقد لجأت إلى النثر أحياناً لمعالجة بعض القضايا النسائية كقضية السفور والحجاب مثلاً التي أثارها في عهدها المصلح الاجتماعي الكبير قاسم بك أمين، إلا أنها لم تبد في هذه القضية رأياً صريحاً كما أنها لم تثبت على رأي واحد بصددها، فقد يفهم أنها حجابية من الأبيات التالية:
بيد العفاف أصون عز حجابي ... وبعصمتي أسمو على أترابي
ما ساءني خدري وعق عصابتي ... وطراز ثوبي واعتزاز رحابي
ما عاقني خجلي عن العليا ولا ... سدل الخمار بلمتي ونقابي
عن طي مضمار الرهان إذا اشتكت ... صعب السباق مطامح الركاب
كما يفهم أنها سفورية من الجملة التالية:
(وأنا بين جدران الخدر كقطاط سجنها المطر، وعاقها عن الانسياب برق يخطف البصر)