وأما موقفها من قضية المرأة المسلمة، فهو موقف المحافظات المسرفات في المحافظة، ولا أدل على ذلك من بحثها (مرآة التأمل في الوجود) حيث تصطنع لسان فقهاء الإسلام لمعالجة مواضيع على جانب كبير من الخطورة:
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم. فالرجل يقوم بأمر الزوجة مجتهداً في حفظها وصيانتها وأداء كل ما تحتاج إليه؛ ثم إن الحق لم يكتف بالحكم حتى بين السبب بقوله بما فضل الله يعني بأمور لها وفرة في العقل والدين، ولذا جعل لهم الولاية والإمامة، وجعل فيهم الخلفاء والأئمة، وميزهم في الشهادة بين الأمة، فقال في آية أخرى: فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)
إن الرجال أسود عزت رفعة ... تسطو على روض العلا وتصول
لهم النضير بكل غصن مثمر ... وسواعد للساميات تطول
حازوا المكارم تحت عزة فضلهم ... وشهودهم بين الأنام عقول
وهي تخلص من ذلك إلى استنكار بحث الشبان حين الزواج (عن الحلي والحلل والضياع والعقار، لا عن النسب والتدين والعفة والوقار وتصب جام غضبها على الرجال الذين يتركون سلطتهم تنتقل إلى زوجاتهم، وتضرب لهم المثل التالي:
وهو أن أسداً تكاسل عن الصيد، وغله الجبن بالقيد، فأمر لبوته أن تنوب عنه، وتأتي بالفريسة بدلاً منه، فانقادت لأمره، وسارت على ما عهدته من سيره، واستمرت مدة على هذا الحال. فلما طال الشرح عليها صارت تصطاد وتأكل ما اشتهت من أطايب اللحوم ولذائد الأكباد، وتلقي إليه من فضلات ما بقي. فاستشاط الأسد غيظاً ورأى أن ذلك إهانة لوقاره، ومجلبة لعاره، فقال لها خزيت يا لكاع، كيف تأتيني بسقط المتاع، وتجسرين على أكل المطايب قبلي، وتخفضين رفعتي وتنسين فضلي؟ إن كان غلب الشره عليك، واستحيت أن تأكلي بحضرتي، فأعدي لي أطايب الطعام، وقدميها إليّ أولاً كما جرت به العادة في سالف الأيام. فضحكت اللبوة منه، وقالت قد أخطأ وهمك، وغلظ فهمك، إني لم أنس فضلك، ولم أجهل قدرك، ولكن كان ذلك مذ كنت أنت أنت وأنا أنا؛ وأما الآن فقد انعكس الحال وصرت أنا أنت، وأنت أنا، فلك علي ما كان لي عليك. فأفحم الأسد، ورجع