على نفسه باللوم رجوعاً، وآل على نفسه ألا يستعين بها على الصيد ولو مات جوعاً
وهذا المثل كالأمثلة النثرية التي تقدمته - يدل دلالة واضحة على أن صلة نثرها بالقديم وثيقة، كصلة شعرها، إن لم تكن أقوى وأشد، إذ جرت فيه على نسق المقامات وكليلة ودمنة، فأغرقته في فيض من المحسنات البديعية، اللفظية منها والمعنوية، وأفعمته بالأمثلة على ألسنة الطيور والحيوانات
وعلى كل فمما لا ريب فيه أن تأثيرها فيمن تتلمذ عليها من ذوات الحجال كان عظيما، ولا سيما في الأدبيتين النابهتين أمينة نجيب وباحثة البادية (ملك حفني ناصف) اللتين برّزتا على أقرانهما، ونعمتا بشهرة أدبية واسعة
ونحن إذ نذكر اليوم السيدة عائشة تيمور، فإننا نذكر أول من رفعت لواء الأدب من ربات الخدور في النهضة الحديثة، وأول من لجأت في العصر الأخير لبيان بنات أفكارها إلى روائع النظيم والنثير.