للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شوارع القاهرة وزوار الأعياد الدينية. فيحملون الماء على ظهورهم في أباريق من الفخار أو من جلد الماعز. والقليل منهم يسلكون حياة التجول ويعيشون على الصدقات بلجاجة ووقاحة شديدتين. وبعض هؤلاء يميزون أنفسهم على طريقة الأولياء المشهورين بلبس (الدلق) أي السترة المرقعة، وحمل العصا المعلق في أعلاها قطع النسج المختلفة الألوان، ويلبس البعض الآخر ملابس غريبة مختلفة الألوان

ويتخذ بعض الرفاعية ممن لا يحترفون إخراج الثعابين من المنازل، حياة التجول في بلاد القطر مستفيدين من خرافة مضحكة أذكرها الآن: كان سي داود العزب وهو ولي مبجل من بلدة تفاهنه في الوجه البحري يملك عجلاً يقوم على خدمته. فتعود بعض الرفاعية منذ وفاته تربية العجول في بلدة هذا الولي أو مدفنه وتمرينها على صعود السلم والاضطجاع عندما تؤمر بذلك، ثم يذهب كل منهم وعجله متجولاً في البلاد لجمع الصدقات. ويسمى العجل (عجل العزب). وقد دعوت مرة أحد هؤلاء الدراويش إلى منزلي. وكان العجل - وهو الوحيد الذي رأيته - جاموساً يتدلى منه جرسان، أحدهما في طوق حول عنقه، والآخر في حزام حول جسمه. وقد صعد السلم جيداً، إلا أنه أظهر ضعف مرانه من كل الوجوه. ويعتقد العامة أن عجل العزب يجلب إلى المنزل لبركة الولي الذي سمى هذا الحيوان باسمه

وفي مصر دراويش جوالة من الترك والفرس، والى هؤلاء الدراويش تنسب صفة اللجاجة والوقاحة أكثر مما تنسب إلى القلائل من المصريين الذين يعيشون معيشتهم. ويحدث كثيراً في شهر رمضان خاصة أن يذهب درويش أجنبي إلى مسجد الحسين الذي يتردد إليه كثير من الترك والفرس، وقت صلاة الجمعة فيمر بين المصلين عندما يخطب الخطيب ويضع أمام كل امرئ قصاصة من الورق كتب عليها بعض كلمات تحث على الصدقة. وبهذه الطريقة يتناول من المصلين كلهم أو غالبهم قطعاً من ذوات الخمسة فضة أو العشرة فضة أو أكثر. ويحمل الكثير من دراويش الفرس في مصر ملعقة خشبية وطاسة مستطيلة من جوز الهند أو من الخشب أو المعدن حيث يتناولون الصدقات ويضعون الطعام. ويلبس أغلب الدراويش الأجانب ملابس خاصة تبعاً لطوائفهم. وأهم ما يميزهم لباس الرأس، وأكثر أنواعه شيوعاً ما صنع من اللبد على شكل قالب السكر المخروطي. وتتكون ملابسهم الأخرى من صدرية وسروال واسع أو آخر ضيق، أو قميص وحزام، وعباءة غليظة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>