ويتظاهر الفرس هنا بأنهم سنيون. ويعتبر الأتراك أكثر الطائفتين إزعاجاً ولجاجة. وأذكر هنا خرافة أخرى هي اعتقاد المصريين والعرب عامة بأن للطيور والحيوانات لغة تتفاهم بها وتسبح بحمد الله
ومن أهم المميزات في خرافات المصريين المحدثين اعتقادهم بالتمائم والاحجبة التي يستند أكثرها على السحر، ويشتغل بكتابة هذه التعاويذ أحياناً جميع مدرسي الكتاتيب القروية تقريباً. على أنه قلما يدرس من يقوم بهذا العمل شيئاً من السحر أكثر من الحصول على بعض صيغ من الاحجبة يتألف معظمها عادة من آيات قرآنية وأسماء الله مع أسماء الملائكة والجن والرسل، أو الأولياء المشهورين يختلط بها تركيبات عددية وأشكال هندسية ويتوهم الناس أن ذلك كله خاصية خفية عظيمة
وأكثر الاحجبة اعتباراً مصاحف القرآن، وقد جرت العادة أن يحمل أتراك الطبقتين الوسطى والعليا وغيرهم من المسلمين مصحفاً صغيراً في غلاف من الجلد المزركش أو المخمل يعلقونه على الجانب الأيمن بخيط من الحرير يمر فوق الكتف الأيسر. غير أن هذه العادة لم تعد شائعة كثيراً. وقد لاحظت أثناء زيارتي الأولى أنه قلما يرى تركي فاضل من السلك الحربي لا يحمل الغلاف السابق ذكره، مع أنه كثيراً ما لا يحوي حجاباً؛ ولا يزال النساء يحملن المصحف وغيره من الاحجبة، فيضعنها في أغلفة من الذهب أو من الفضة المذهبة أو الساذجة. ويعزو المسلمون إلى المصحف وأكثر الاحجبة قوة كبيرة، ويعتبرونها حافظة من المرض والسحر والحسد وغير ذلك من البلايا
وهناك كتاب أو دَرج يجيء بعد المصحف مكانةً به سور قرآنية تكون في العادة سبعاً كسور: الأنعام والكهف ويس والدخان والرحمن والملك والنبأ أو غيرها. ويوجد حجاب آخر يوضع عادة داخل غطاء الرأس، ويعتقد أنه يقي حامله من الشيطان ومن كل جن شرير. وهذا الحجاب قطعة ورق كتبت عليها الآيات التالية:(ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم): (سورة البقرة آية ٢٥٥)؛ (فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين): (سورة يوسف آية ٦٤)؛ (يحفظونه من أمر الله): (سورة الرعد آية ١١)؛ (وحفظناها من كل شيطان رجيم): (سورة الحجر آية ١٧)؛ (وحفظاً من كل شيطان مارد): (سورة الصافات آية ٧)؛ (وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم): (سورة يس)؛ (والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد