للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في لوح محفوظ): (سورة البروج الآيات ٢٠، ٢١، ٢٢). وكثيراً ما تكتب أسماء الله التسعة والتسعون، في ورقة يحملها الشخص، فتجعله كما يعتقد محلاً خاصاً لرعاية هذه الصفات الكريمة جميعها. ويعتقد كذلك أن كتابة أسماء الرسول التسعة والتسعين على أي شيء تكون حجاباً كما روى الإمام علي عن النبي (ص) يبعد كل مصيبة ووباء ويحفظ من الضعف والحسد والسحر والحريق والدمار والقلق والحزن والضيق. ويضيف المسلم بعد ذكر كل من هذه الأسماء قوله: اللهم صل وسلم عليه. وتنسب مثل هذه الخصائص إلى حجاب يتضمن أصحاب الكهف واسم كلبهم. وتنقش هذه الأسماء أحياناً في قاع طاسات الشراب، وغالبا على صينية الطعام المستديرة من النحاس المبيض. وهناك حجاب آخر يظن أن له تأثيراً مماثلاً. ويتألف هذا الحجاب من أسماء مخلفات النبي وهي تتألف من سبحتين ومصحف في أجزاء غير مرتبة، ومكحلة وسجادتين ورحا وعصا وسواك وحلة والإبريق الذي كان يستعمله النبي صلعم للوضوء، ونعل وبردة وثلاث حصر ودرع ورداء طويل من الصوف، وبغله الأبيض (الدلدل) وناقته (العضباء). وتكتب أيضاً بعض الآيات القرآنية على قصاصات من الورق يحملها الناس وقاية من الشرور، واستشفاء أو اكتساباً للحب والصداقة الخ. ويحمل الكثير من المصريين المحدثين رجالاً ونساء وأطفالاً هذه الاحجبة وغيرها من أغلفة من الذهب أو الفضة أو القصدير أو الجلد أو الحرير الخ.

ومن الشائع أن ترى الأطفال المصريين يحملون احجبة ضد الحسد داخل غلاف مثلث الشكل يعلق في أعلى غطاء الرأس. وكثيراً ما يعلق على الجياد معلقات مماثلة. ويتقي المصريون الحسد بشتى الاحتياطات ويسعون قلقين لدفع نتائجه الوهمية عنهم. وقد يعبر البعض عن إعجابه بشيء إعجاباً يعتبر غير لائق فيعنفه من أزعجه هذا بقوله: (صلي على النبي) فإذا امتثل الحاسد وقال: (اللهم صلي عليه) لا يخشى شر. ومن غير اللائق أيضاً أن يعبر الشخص عن إعجابه بآخر أو بأي شيء لا يملكه بقوله: (يا سلام) (ما أجمله) ويستحسن في مثل هذه الأحوال أن يقول: (ما شاء الله) التي تشير إلى الإعجاب والخضوع لإرادة الله أو الرضا بها. فكثيراً ما يكون الأجدر بالمبدي إعجابه أن يقول ما شاء الله ويصلي على الرسول.

وقد بينت في الفصل الثاني من هذا الكتاب خوف نساء مصر من أثر الحسد على أولادهن.

<<  <  ج:
ص:  >  >>