للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والعادة في هذا البلد أن يقول من يحمل ولد غيره بين ذراعيه: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلي على سيدنا محمد، ثم يقول ما شاء الله. والشائع أيضاً أن يقول المصري عندما يبدي إعجابه بصبي: (أعوذ برب الفلق لأجلك) مشيراً إلى سورة الفلق التي تنتهي بالتعوذ من شر الحسد. وقد ينظر بعض الناس إلى طفل أو يلوح أنه يحسده فيعمد الوالدان أحياناً إلى قطعة من أطراف ملابسه فيحرقانها مع قليل من الملح. ويضيف البعض إلى ذلك الكزبرة وحجر الشب الخ ويبخران الطفل بالدخان ويذران عليه الرماد، ويجب عمل هذا على ما يقال قبيل الغروب عندما يحمر قرص الشمس

ويستعمل المصريون الشب كثيراً لمنع أثر الحسد، فيضعون على الجمر قبيل الغروب قطعة منه بحجم الجوزة تقريباً حتى تنقطع عن الفوران، ويتلو من يقوم بهذا العمل أثناء احتراق الشب الفاتحة والسور الثلاثة الأخيرة ثلاث مرات. ويبدو كما قيل أن الشب عندما ترفع من النار تتخذ شكل الحاسد، ثم يسحقها ويمزجها بقليل من الطعام يرميه إلى كلب أسود ليأكله. وقد شاهدت هذه العملية يقوم بها رجل ظن أن امرأته نظرت إليه نظرة حاسدة. وقد اتخذت قطعة الشب وقتئذ شكلا يشبه شكل النساء كثيراً فقرر الرجل أنه وضعٌ خاص تعودت عليه امرأته. إلا أن الشكل الذي يتشكل به الشب يكاد يتوقف على ترتيب الجمر ومن الصعب أن يكون هذا الشكل بحيث لا يرى فيه الخيال بعض الشبه بالإنسان - وهناك طريقة أخرى يتوهم الناس أنها تدفع تأثير الحسد وهي أن توخز قطعة من الورق بإبرة ويقول المواخز هذه عين فلان الحاسد. ويعتبر الشب حجاباً ناجعاً ضد الحسد. وقد يعلق الناس أحياناً قطعة من حجر الشب مسطوحة ومزينة بشراريب في أعلى غطاء رأس الطفل. وتستعمل الأصداف والخرز بالطريقة نفسها وللغرض نفسه. وهناك أصداف صغيرة تعتبر واقية من الحسد خاصة تعلق في عدد الجمال والجياد وغيرها من الحيوان وعلى غطاء رأس الأطفال أحياناً. ولاشك أن هذه المعلقات يقصد بها جذب العين فتمنعها من رؤية الشيء المراد حفظه من الحسد

عدلي طاهر نور

<<  <  ج:
ص:  >  >>