قد يجيب بأنه يسوق الحديث على لسان امرأة، والمرأة ترتكز عواطفها في ناحية واحدة، فلا ترى ما عداها من النواحي، ولو بلغت الغاية في التدقيق والاستقصاء
إن أجاب بهذا فسنقول: إنه أضاع فرصة النص على أن مادلين ضلّت سواء السبيل وهي تشرح ما تعرّضت له القصة من علل وأسباب، وكان هذا النص سهلاً على المؤلف لو التفت إليه، فهل يلتفت حين ينشئ قصة ثانية على هذا النحو من الإنشاء؟
بقيت ملاحظة أخيرة، وهي ملاحظة أراها على جانب من الأهمية، وإن تمثلت في صورة جنسية، ولا حياء في الأدب ولا في الدين:
في (دعاء الكروان) جرى الحديث على لسان امرأة، وفي (الحب الضائع) جرى الحديث على لسان امرأة، فما هذا البِدع في حياة رجل من أكابر الرجال؟
وهل يمضي الدكتور طه في إيثار هذا الوضع المقلوب؟
الرأي عندي أن يسير على السُّنة الطبيعية، فيشرح في أقاصيصه أهواء الرجال، ومتاعب الرجال، وأن يترك أهواء النساء ومتاعب النساء لإحدى بنات حواء
ثم أما بعد، فقد شغلت نفسي بالدكتور طه وكتابه سهرتين كاملتين، فمن حقي عليه أن يراعى ما نبهته إليه، وله مني خالص التحية وصادق الثناء