ينزع الشيطان فيقول: لك أن تختار بين إيثار صديقك وإيثار الحق
وعند هذه الفكرة المضللة تلتفت فترى الحق أجدر بإيثارك فتثور على الصديق
ثم تلتفت مرة ثانية فترى ناساً يُعجبون بشجاعتك ونزاهتك لأنك آثرت الحق على الصديق
وتلتفت مرة ثالثة فتراك وُصفتَ بأوصاف لطاف هي منحة الشيطان لمن يثور على الصديق
ثم تلتفت مرة رابعة فتراك مسئولاً عن تبرير ثورتك على الصديق، ولا يتم ذلك بغير مآثم يكون منها أنك أشرف من صديقك، ولا يقول رجلٌ إنه أشرف من صديقه إلا حين يُشرف على هاوية الانحطاط!
إن الإفك في محاربة عدوّك أشرف من الصدق في محاربة صديقك، ولك أن تقول إني أفضّل الإفك على الصدق في بعض الأحيان
عِرضُ الصديق هو عِرضُك، ولن تكون رجلاً إلا حين تفرح بضلال صديقك قبل أن تفرح بهُداه
كن صديقاً صدوقاً، ثم تجرّدْ من سائر الفضائل إن شئت، فما يقيم الله وزناً لغير أعمال الصديق الصدوق
اسمع كلامي، يا غافل، إن كان لك سمعٌ أو قلب، اسمع ثم أجبْ:
هل تعرف لأي سبب قلّت الصداقات في هذه السنين العجاف؟ وأساعدك على الجواب فأقول:
قّلت الصداقات، لأنها جواهر نفيسة وكريمة، ونحن في زمن لم يرتفع فيه غير ثمن الرغيف المخلوط بالتراب. . . وما أُحب أن أزيد!
صورة إسلامية
في أحد أيام سنة ١٩٣٨ - وكنت ضيف العراق - أطلعني السيد صادق الوكيل رحمه الله على قصة صدرت في بيروت تسمى (خطيئة الشيخ) أو (توبة الشيخ) فما أذكر اسمها بالضبط، ولعل إحدى المكاتب ترسلها إليّ بالثمن محوّلاً على البريد فأعرف ما فيها من مقاصد وأغراض
أخذ السيد صادق الوكيل يقرأ من تلك القصة صفحات معيّنة، وهي الصفحات التي يشرح