أحياناً أقراصاً على شكل الكمثري الصغيرة وبحجمها وتعلق على الستر المحيط بمقام الأولياء أو على المقام ذاته أو على نوافذ المقام أو بابه.
والأحجبة التي يستعملها المصريون لجلب السعادة أو منع الشقاء كثيرة؛ والعادات الخرافية التي يمارسونها لهذه الأغراض مختلفة بحيث لا يكفي لوصفها مفصلة مجلد كبير. وتسمى هذه الأساليب التي لا يكون أساسها الدين أو السحر أو التنجيم (علم الرُّكَّة) إشارة إلى سخافتها، ولأن النساء يعتمدن عليها غالباً. ويعتبر البعض هذه الكلمة تحريفاً علمياً لعبارة (علم الرُّقْية) أي علم السحر. ويرى البعض الآخر أنها حلت محل العبارة الأخيرة بطريق التورية. وقد ذكرت عرضاً بعض العادات مما وصفته، وسأذكر بعض أمثلة أخرى.
من الشائع كثيراً أن يعلق القاهريون عود الند فوق أبواب المنازل الجديدة خاصة. ويعتبر هذا حجاباً يكفل للسكان عمراً مديداً وحياة سعيدة وللمنزل بقاء طويلاً. ويعتقد النساء أيضاً أن الرسول يزور المنزل الذي يعلق فيه هذا النبات. ويبقى العود معلقاً هكذا بدون طين أو ماء سنوات عديدة. ويزهر أيضاً. وقد سمى لذلك (صبراً) وعلى الأصح (صبّارة) إذ أن كلمة (صبر) تطلق عامة على العصير.
وجرت العادة عندما يُخشى إنسان أن يكسر خلف ظهره وعاء من الفخار. ويُفعل هذا أيضاً لقطع كل علاقة أخرى مع مثل هذا الشخص.
ويعمد الجهلاء في مصر حيث ينتشر الرمد إلى الكثير من العادات الخرافية المضحكة لمعالجة هذا المرض فيأخذ البعض قطعة طين من جسر النيل عند بولاق أو بالقرب منها ثم يعبرون النيل ويضعون القطعة على الجسر الآخر عند (امبابه) وحسبهم هذا لضمان الشفاء. ويعلق آخرون للغرض ذاته في غطاء الرأس فوق الجبهة أو العين المريضة قطعة ذهبية (بندقي) ذات وصف خاص متقابلة النقشين غير أنه يعتقد أن دخول المرء، حاملاً في جيبه بندقيا أو ريالاً على المريض بالرمد أو بحمى مما يزيد المرض. والاعتقاد العام أيضاً أنه دخل لمرء غير طاهر على مصاب بالرمد يشتد المرض عليه وتظهر نقطة في إحدى عينيه أو في كلتيهما. وأعرف رجلاً أصيب بالرمد فحبس نفسه في غرفته ثلاثة شهور مدة المرض خوفاً من ذلك، فلم يسمح لأحد بالدخول عليه، وكان خادمه يضع الطعام خارج الغرفة عند الباب؛ وأصيب مع ذلك بنقطة على إحدى عينيه