وكثيراً ما يقوم النساء بعادة أخرى شديدة الغرابة تتقزز منها النفس منعاً للعقم
تعد ساحة الرميلة الكبرى غربي القلعة مسرحاً لإعدام المجرمين. وكان فيما مضى يكاد يضرب عنق المحكوم عليهم بالإعدام في العاصمة دائماً في هذا المكان من المدينة. وجنوبي هذا المكان بناء يسمى (مغسل السلطان) حيث توضع جثة المضروب عنقه على مائدة حجرية لغسلها قبل الدفن. وتتجمع المياه في حوض لا يفرّغ أبداً فيظل ملوثاً بالدماء كريه الرائحة. فيذهب الكثير من النساء إلى ذلك المكان للبرء من الرمد أو للحصول على النسل أو لتعجيل الولادة في حالة الحمل المتأخر. فتمر المرأة صامتة، والصمت لازم إطلاقاً، تحت المائدة الحجرية متقدمة بالقدم اليسرى، ثم تمر فوق المائدة سبع مرات وتغسل بعد ذلك وجهها بالماء الدنس. وتعطي كهلاً وزوجه يلازمان هذا المكان خمس فضة أو عشرة ثم تنصرف وما زالت صامتة. وكثيراً ما يفعل ذلك المصابون بالرمد من الرجال. ويقال إن هذا المغسل بناه بيبرس الشهير قبل أن يصبح سلطاناً عندما لاحظ جثث المحكوم عليهم ترفس وتدفن دون أن تغسل. ويخطو بعض النساء جثة المعدم سبع مرات صامتات ليصحبن حبالى. ويغمس البعض الآخر، مدفوعاً بالرغبة نفسها، قطعة من القطن الزهر في الدم ويستعملها فيما بعد بطريقة يجب ألا أذكرها
وهناك عادة مضحكة يمارسها المصريون لعلاج بثرة تظهر على حافة الجفن ويسمونها (شحَّاتة) ومعنى هذه الكلمة الحرفي سائلة. فيذهب المصاب إلى سبع نساء تسمى كل منهن فاطمة في سبعة بيوت مختلفة؛ ويسأل كلاًّ منهن قطعة خبز. ويتكون الدواء من هذه القطع السبع. وأحياناً يخرج المصاب في حالة متشابهة وللغرض نفسه قبل طلوع الشمس إلى المقابر يدور حولها صامتاً من اليمين إلى اليسار بعكس الطريقة المعتادة. وهناك طريقة وهمية أخرى للعلاج وهي أن يثبت المصاب قطعة قطن على طرف عصا ثم يغمسها في أحد الأحواض التي يشرب منها الكلاب في شوارع القاهرة ويمسح العين بها. ويهتم المريض هكذا بوقاية يده من الماء المدنس عندما يوشك أن يضع منه على موضع آخر من جسمه
ويعلق بعض المصريات المسلمات في رقابهن إصبعاً مجففة فصلت عن جثة مسيحي أو يهودي متوهمات أن ذلك يعالج الحمى المتقطعة (الملاريا). وتدل هذه العادات دلالة تستحق