الاعتبار على مفعول الخرافة المنحط وتأثيرها القوي على العقل، إذ أن المسلمين على العموم يدققون في مراعاة الفروض الدينية التي تأمرهم بالامتناع عن كل دنس أو قذر
جرت العادة عندما يعجز الطفل عن المشي بعد أن يدرك السن المناسبة أن توثق أمه قدميه بسعف تعقدها عقدات ثلاث وتضعه على باب مسجد أثناء صلاة الجمعة، وتسأل بعد الصلاة أول الخارجين وثانيهم وثالثهم أن يحل كل عقدة من السعف، ثم تحمل الطفل إلى المنزل مؤمنة أن هذا العمل سوف ينتج الأثر المراد عاجلاً
من العقاقير من يزعمون أنه ترياق أو شاف لبعض الأمراض. وقد يكون لهذه الأدوية بعض التأثير ولكن الخرافة تنسب إليها فضائل لا تُصدَّق. ويرى المصريون حتى غالبية المتعلمين والمهذَّبين في الخاصيات المفيدة أو المضرة لمختلف المواد النباتية والحيوانية أسخف الآراء. إذ يؤيدها في بعض الأحوال أحاديث تروى عن النبي ويدعمها اعتبار حكمائهم المشهورين. ويستعمل البادزهر ترياقاً بحكه مع قليل من الماء في طاس تملأ بعد ذلك ويشربها المصاب. ويستعمل لذلك أيضاً وبالطريقة نفسها قدح من قرن الخرتيت يدعك بقطعة من المادة نفسها. ويعالج الكثير من أهل القاهرة مرض اليرقان بالشرب من ماء (بئر اليرقان) وهو بئر تمتلكها عجوز وتجني منها فائدة كبيرة؛ فللبئر فوهتان أسفل إحداهما وعاء جاف للأشياء التي تقذف بها. فتطلب العجوز ممن يرغب استعمال الماء الطبي أن يسقط خلال هذه الفوهة ما تحتاج إليه من سكر وبن الخ
يلجأ المسلمون إلى عادات خرافية شتى يستشيرونها عند التردد في عمل ينتوون فعله أو تركه. فيستخدم البعض جدولاً يسمى (زائرجة). وهناك جدول من هذا النوع ينسب إلى إدريس أو أخنوخ. ويقسم الجدول إلى مائة خانة صغيرة يكتب في كل منها حرف. ويتلو من يستشير الجدول الفاتحة والآية التاسعة والخمسين من سورة الأنعام (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) ثلاث مرات. ويضع بعد ذلك إصبعه على الجدول دون أن ينظر إليه ثم يعاين الحرف الذي يشير إليه إصبعه ويدونه، ثم يدون الحرف الخامس اللاحق للأول، فالخامس التابع للثاني، وهكذا حتى يعود إلى الحرف الأول. ويكون من مجموع هذه الحروف الجواب