للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المهرجان الأدبي الخريجين بالخرطوم)

وفق الله الجميع لإعلاء كلمة الأدب والنهوض بلغة الضاد

حيدر موسى

من هيئة السكرتارية

كتاب (ديكارت) للأستاذ عثمان أمين

هذا الكتاب كسب للمكتبة العربية، ومذهب جديد في دقة البحث وحسن العرض. وما ظنك ببحث يعرض لك نوع الحياة التي عبرها لتقف على بواعث فكره الأصلية، ويبين لك كيف تفتحت هذه البواعث عن أفكار كملت واستقامت؛ ويريك كيف اقترع ديكارت منهجه الجديد ومذهبه الفلسفي، كل أولئك مع حيوية دافقة في بيان مواضع الخلاف بين ديكارت ومن سبقه من الفلاسفة، وإبداع في مناقشته تأويلات الفلاسفة لمذاهب ديكارت وأخلاقه. . . في أسلوب جلي واضح يقرب أغراضه من الفهم ولا ينبو عن الغرض. إن كتاباً يكون هذا منهجه ويكون موضوعه فلسفة ديكارت لهو كتاب حقيق أن يوفى حقه وواجب أن يحسن استقباله

وبعد فما نخالف المؤلف الفاضل إلا في ناحية واحدة لا تذهب بجلال البحث وهي قوله بأن تخلف ديكارت عن نصرة (غاليلي) لم يكن عن خوف وإنما كان عن رغبة في الهدوء!

ونحن نقول إنه كان عن خوف عارم، فقد كان الرجل شديد الحرص على أفكاره قوي الدفاع عنها. وإن مناقشاته الكثيرة مع ناقديه لتنهض دليلاً على ذلك، فهو كان يخشى أن تعارضه الكنيسة، فلا يستطيع أن يصاولها فتسكت! والسكوت عند من يتوهج غيرة على أفكاره أمر شديد وجيع. . . وإذن فقد آثر ديكارت السكوت عن نصرة (غاليلي) خوفاً على فلسفته ورهبة من الكنيسة

ولو كان ديكارت كشف عن رأيه في موقف الكنيسة من غاليلي لضاعت تلك الفلسفة التي وضعت للنفس روحية ثابتة، وقررت بفيزيقيتها (اليقين العلمي) و (الوجود الكوني)

حسين محمود البشبيشي

لحم اصطناعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>