أنا اليوم أضمن السلامة من جرائر قلمي، كارهاً غير طائع، لأن النظام في هذه الأيام يصدّ الأقلام عن عنت الجموح والطغيان
قلمي
كيف مرّت شهور بلا جراح يُدميها سنانُك؟
وكيف أمِنتُ شرَّك، ونجوت من طغيانك؟
كيف وكيف؟؟
بيني وبينك ميعاد وميثاق، والأحرار لا يخلفون المواعيد، ولا ينقضون المواثيق.
موقعة العلمين
العَلَمين اسم بقعة في الطريق بين الإسكندرية ومرسى مطروح، وهي مثنّى عَلَم، وقد صارت بفضل حرب الصحراء الغربية أشهر من نار على عَلَم أو على عَلَمين!
والذي يراجع أخبار الصيال بين قوات الحلفاء وقوات المحور في الصحراء يعرف أن تلك القوات لم تقف وقفة أطول من وقفتها في العلمين، فهل كانت المقادير أرادت أن يكون لتلك التسمية هذا المصير فتكون تلك البقعة مكان الصراع بين العَلم المهاجم والعَلم المدافع؟
اللهم حوالَيْنا ولا علينا!!
ألوان الموت
لك أن تقول ألوان الموت، كما تقول ألوان الطعام وأصناف الشراب، ومن حقك أن تختار لون الموت، لأنه فنٌّ من الفنون، أو صنفٌ من الصنوف، أو (ضربٌ) من الضروب، ولعل من واجبك أن تفكر في اختيار لون الموت، لأن ذلك يشهد بأنك من الأحياء. وهل يفاضِل المرء بين لون ولون إلا وهو في حيوية ذوقية أو روحية تضيفه إلى أكابر الفنانين؟
ولتوضيح هذا المعنى أسوق الحادثة الآتية، وقد وقعت في مساء اليوم السادس من هذا الشهر الميمون:
قُبَيْل الغروب هبّت عاصفة عنيفة، عاصفةٌ كادت تنقل إلى داري جميع رمال الصحراء، جزاءَ بما صنعتُ من التغنّي بإشراف داري على الصحراء!
وفي ثورة تلك العاصفة يترنم الهتَّاف، فأسمع صوت المسيو دي كومنين يدعوني إلى سهرة