يكسرن قلبك ثم لا يجبرنه ... وقلوبهن من الدواء خلاء
مما لا يصدر عن علي، إذ هما في الغزل، والغزل مما يتحرَّج منه عليَّ
وكذلك الأبيات الواردة في ص ١٨ وهي:
جنبي تجافى عن الوساد ... خوفاً من الموت والمعاد
من خاف من سكرة المنايا ... لم يدر ما لذة الرّقاد
قد بلغ الزرع منتهاه ... لا بد للزرع من حصاد
لا تصدر عن علي؛ إذ أن مثله لا يخاف الموت أو المعاد.
وهناك قصائد تظهر فيها ركة الأسلوب بحيث لا يمكن القول بأنها صدرت في عصر علي. ونضرب مثلاً لذلك القصيدة الواردة في ص ٣ - ٤ من الديوان ومطلعها:
وكم ساعٍ ليثري لم ينله ... وآخر ما سعي لحق الثراء
والبيتين الثلاثة الواردين الثلاثة في ص ٧ وهما:
الدهر يخنق أحياناً قلادته ... عليك لا تضطرب فيه ولا تثب
حتى يفرجها في حال مدَّتها ... فقد يزيد اختناقاً كل مضطرب
والأبيات الواردة في ص ١٥ وأولها:
قد رأيت القرون كيف تفانت ... درست ثم قيل فكانت
والبيتين الواردين في ص ٢٤ وهما:
أغض عينا على القذى ... وتصبَّر على الأذى
إنما الدهر ساعة ... يقطع الدهر كلَّ ذا
والأبيات الواردة في ص ٢٥ وأولها:
عسى منهل يصفو فيروي ظمية ... أطال صداها المنهل المتكدِّر
ثم هناك قصيدة على نمط ألفية ابن مالك في آخر الديوان، لا شك في وضعها، لأن ذلك النمط من القصائد لم يكن موجوداً في عصر علي وإنما جاء في عهود متأخرة.
ثم إننا نعتقد اعتقاداً جازماً أن هذه الأشعار الموضوعة لم يضعها شخص بعينه؛ وبذلك لأنها متفاوتة الأسلوب، ففيها القويُّ الرائع وفيها الضعيف الركيك. وإنما الذي نراه أن هذه الأشعار قد وضعها أناس مختلفون معظمهم من الشيعة، ونسبوها إلى علي حبا فيه ورغبة