ليست غازات مشتعلة كما يخيل للبعض بمعنى أن النور والحرارة القادمين منها يحدثان نتيجة ذلك الاحتراق العادي. كلا. إنما ينتج النور والحرارة من تحطم الذرة في قلب النجم، وهذا التحطم وإن لم يدخل ضمن تحقيق المختبر إلا أن بعض الظواهر المكتشفة حديثاً عززت هذا الرأي وإن لم تقطع بصحته. وهذا التحول عفوي ذاتي، كما أن إشعاع الراديوم عفوي ذاتي لا ينتظر مؤثراً خارجياً ليتم بفصله. وهذا الفناه يحدث بعد تصادم الكهيرب المتحرك بسرعة عظيمة مع النواة فيمسك كل منهما الآخر بعد الاصطدام، ويتعادلان كهربائياً وينطلق الفوتون أو وحدة الضوء كمظهر جديد لطاقة الكهيرب والنواة السابقة. هذا الفوتون ينطلق من المركز وتكون موجته قصيرة فيجاهد ويجاهد لينفذ إلى السطح، ولا يتسنى له المخرج إلا بعد جهد لطول موجته بعدهما. ولكثرة الفوتونات في القلب وشدة محاولتها الانطلاق والانبعاث يكون ضغط الضوء الإشعاعي أضعافاً مضاعفة للضغط على السطح، ويبلغ هذا الأخير في بعض النجوم (١٧٠٠٠٠) طن على البوصة المربعة، ويزيد الضغط بازدياد درجة الحرارة أيضاً، واتجاه محصلة قوته عكس اتجاه قوة الجاذبية إي إنه يدفع المادة عن المركز ويفرقها كما يفعل ضغط الغازات الآنف الذكر
بقى أن نشير إلى حرارة النجوم في بواطنها. ولا يسعني بادئ ذي بدء إلا أن أحمد الله على أن اختار لنا هذه الشمس لنستمد منها نورنا وحياتنا، فلو قدر أن يكون نجم كالشعري اليمانية مثلاً مكان شمسنا، لزال في لحظة واحدة كل أثر للحياة على الأرض، ولجفت الأنهار وتبخرت المياه وذهبت الأرض والتهبت ذراتها شذر مذر. فالحرارة على هذا النجم عجيبة لا يتسع لها أوسع الخيال. ومثله كثير من النجوم لا تقل درجة حرارتها عن ٤٠ مليون درجة مئوية، وفي بعض النجوم الحمر تنقص عن هذا المستوى العالي. وقد اكتشف الدكتور هتزلر الراصد الأمريكي مؤخراً نوعاً من النجوم لا تزيد درجة حرارته عن ألف درجة مئوية؛ وهذه النجوم مظلمة لا تشرق، إلا أنه تمكن من تصويرها بأشعة الحرارة لا بأشعة الضوء، فبعض الألواح الفوتوغرافية تحس بحرارتها. ويخيل لكثيرين أن قبة الفضاء مملوءة بمثل هذا الصنف من النجوم
تصل حرارة النجوم في قلوب الأقزام البيض إلى ألف مليون درجة مئوية، ولكي تدرك معنى هذه الأرقام أورد مثلاً ضربه العلامة جينز في أحد كتبه قال: لو أخذت شلناً أو قطعة