ردًّاً على حضرة الأديب مصطفى عبد المجيد جابر أقول:
حين يضحي الإنسان بنفسه إنما يقصد التضحية بموضوع كان خارجاً عن نطاق الذات ثم انطوى عليها فإذا رمى الموضوع أصابه سهمه
(الفدائية) ابنة عم الانتحار، وكلا الفدائية والانتحار يمتان إلى الماسوشية بأوثق الصلات.
إن الباعث على النزوع إلى الفدائية عقد نفسية زودت بطاقات وجدانية كبيرة تحت تأثير ظروف خاصة.
والواقع أن الإنسان أناني على وجه العموم سواء ضحى بنفسه أو بسواه، وليس هناك من هو أوفر أنانية من الهستيري.
إن السمو - الذي يعنيه العرب - غريب عن (الفدائية)، بل ربما كان غريباً عن (البشرية)!
محمد حسني ولاية
مساجلات
أطلعت في مجلة (الرسالة) الغراء على مقال تحت هذا العنوان بتوقيع الأستاذ محمد مندور، وقد أخذتني الدهشة لما وقع نظري عليه من اجتراء الكاتب وإنكاره الحقائق الواضحة فيما كتب الأستاذ العقاد بصدد رسالة الغفران.
إن الأستاذ العقاد لم ينكر فيما يكتب أن أناساً قبل لوسيان سبقوا المعري إلى فكرة الجنة والنار، حتى يعود الأستاذ محمد مندور فيؤكد ذلك.
وإنه لما يخجلني حقَّا أن أعيد هنا ما كتبه الأستاذ العقاد أو أن أشير على الكاتب بأن يعيد قراءته ليتبين أنه كانت لديه مندوحة عن هذا الرد الجاف.
ولكنه أراد أن يرد على الأستاذ العقاد، فكان له ما أراد، وإن كان لم يأت في كلامه بجديد غير ما أكده الأستاذ العقاد في أكثر من مقال، ثم عاد فأكده للأستاذ المندور على صفحات (الرسالة).
وإذا كان ما كتبه الأستاذ العقاد لم يكن مفهوماً لحضرة الكاتب - بعد كل هذا - فليس الذنب في ذلك بواقع على العقاد