بالنقيق فهل رآها أمسكت عنه؟ ولعله أعجب بنغماتها فأثارت أشجانه، وحركت بيانه، فصار يستوحيها، ويطلب المزيد من هديرها.
- إن أنكرت بيانه يا عم فكيف تنكر آياته الشاهدة التي لمستها أعيننا. أتراها قد خانتنا فأرسل منها الكذب إلى نفوسنا وخيل إلينا.
قد كنت في ذلك السامر يا ابن أخي، فهاج سخريتي بكذبه الفاضح، أرأيت البيضة والقارورة يزعم أن الله أدخلها! فلم أدخلها وراء أظهرنا ولم لم يخرجها أمامنا؟ ورأيت الحمام المقصوص كيف زعم أن الله ينب له ريشا في ساعة. ما باله لم يسأله ذلك أمام أعيننا؟ وهل لا يجيب الله داعيه إلا بخلوة؟ فتحوا أعينكم يا قوم فلا تضلوا انه لعمري ليس بمتنبئ صادق ولا بكذاب حاذق.
- أصوات: مه مه!
أيها الشيخ لقد كبرت. ولئن كان كما تزعم لنتبعنه، فكذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر
- قد محضت لكم نصيحتي وأنا شيخ كبير قد تقلب وجرب. وأخشى أن تسندوا باطلا فيقع عليكم، أو تشعلوا نارا فتكونوا وقودها،
- فنظرة إلى محمد وقرآنه تجدون اللبن الصريح. ولعمري إن نفسي لتنزع إلى دينه كما ينزع الفطيم إلى ثدي أمه. ولكني أخشى. . .
- فتيان ينهضون - لقد خرف الشيخ
آخرون باقون معه - لا ضير عليك من هؤلاء فأنهم سفهاء يتبعون أول ناعب.
فتى يتحدث إليه - قديما ظننت في مسيلمة البركة فأحضرت له وليدي ليباركه غداة يوم فدعا له بطول العمر فما جاء الأصيل ألا وقد كفنته بثوبه الأصفر
آخر - وجارنا أمسى له بغلامه فمسح له رأسه، فما مضت أيام ثلاثة حتى لف فيه القرع
- وأمتنا المريضة ذهبت إليه لتستشفي فكأنها ذهبت إلى حتفها
- وأنا أعتقد ضلاله. ولكن يكبر على نفوسنا أن نمد أيدينا لمحمد، كما يكبر علينا أن نحاربه أو نؤذي قومه. ونخاف الفتنة إذا ما غزانا فلا ندري أنحارب معه اخوتنا، ونقضي على بني عمومتنا، أم نحاربه وهو أقرب إلى قلبنا، أم نمسك ونعتزل فيظن بنا الجبن