(أ) وضع الأسس لمعاهدة ثقافية بين مصر والعراق، على أن يكون لغيرهما من البلاد العربية الانضمام إليها
(ب) الدعوة إلى مؤتمرات ثقافية تمثل فيها البلاد العربية.
وفي الواقع أن بين مصر والعراق تعاوناً مستمراً. فالحكومة العراقية تطلب إلينا الأستاذة والمعلمين في كل عام، كما تطلب إلينا معونات أخرى تتصل بالكتب والأدوات الدراسية
ونحن نفعل ما نستطيع لإجابة الحكومة العراقية إلى ما تريد في حدود ظروفنا الخاصة. ولكن هذه الأمور تجري على غير نظام ثابت واضح، وتعمل فيها المصادفات أكثر من أي شيء آخر؛ والوسيلة العملية لتنظيم الصلات الثقافية القائمة بين البلدين وتوثيقها هي إنشاء هذا المكتب الدائم الذي يتولى هذه الشئون.
مشاكل التموين في الزمن القديم
تستفحل مشاكل التموين في أوقات الأزمات والحروب، حتى ليستعصي حلها على كثير من الدول ما لم تصطنع لها من وسائل الدقة وحسن التنظيم وكفاية التوزيع ما يستغرق أكبر مجهود ويقتضي أوفر عناية.
وقد يخيل إلى بعضنا أن توزيع المؤن والأقوات على مقتضى البطاقات وشبهها، من الأنظمة التي توصل إليها الغربيون قبلنا فنقلناها عنهم. ولكن الواقع يثبت غير ذلك؛ إذ قد عرفت حكومة الشرق الإسلامية هذه الوسائل منذ عهد بعيد؛ وقد التُجئ إليها حين أشتد القحط وشحت الأقوات في بلاد الهند، وقت زيارة الرحالة ابن بطوطة لهذه الأصقاع في النصف الأول من القرن الرابع عشر الميلادي، على عهد السلطان أبي المجاهد محمد شاه صاحب دلهي وابن السلطان غياث الدين تُغْلُق شاه. . .
وقد ذكر ابن بطوطة أن ثمن المنَّ من القمح بلغ حينئذ ستة دنانير - والمن وزن يبلغ رطلين - فأمر السلطان بإعطاء جميع أهل دلهي نفقة ستة أشهر من المخازن؛ قال:(فكانت القضاء والكتاب والأمراء يطوفون بالأزقة والحارات، ويكتبون الناس ويعطون كل أحد نفقة ستة أشهر، بحساب رطل ونصف من أرطال المغرب في اليوم لكل واحد. . .) وقد كان الرطل المغربي يعادل رطلاً وربعاً من الوزن المصري