للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم لما اشتدت الضائقة وبلغت المجاعة من الناس، وزع السلطان مساكين بلده على الأمراء والقضاة ليتولوا إطعامهم. قال ابن بطوطة - وكان يتولى قضاء دلهي: (فكان عندي منهم خمسمائة نفس. فعمَّرت لهم سقائف في داري وأسكنتهم بها، وكنت أعطيهم نفقة خمسة أيام فخمسة أيام)

ولعل أشبه شيء بالمطاعم الشعبية عندنا اليوم، وأقومه بمثل خدمتها، ما أشار إليه الرحالة ابن بطوطة بقوله: (وكنت في تلك المدة أطعم الناس الطعام الذي أصنعه بمقبرة السلطان قطب الدين على ما يُذكر، فكان الناس ينتعشون بذلك والله تعالى ينفع بالقصد فيه. . .)

وقد كان السلطان أوقف ثلاثين قرية على الإطعام فوق هذه المقبرة، وجعل تدبيرها بيد ابن بطوطة على أن يكون له العُشر من فائدتها كما هو المتبع عندهم

(جرجا)

محمود عزت عرفة

عادة وعوائد

قرأت الجملة الآتية من مقال الدكتور زكي مبارك بالعدد ٤٧٢ من (الرسالة):

(يغتني (أي المطران) من العوائد وهي جمع عادة كما تجمع حاجة على حوائج، ولك أن تجعل مفردها عائدة إن تناسيت العرف وهو من أهم الأسندة اللغوية. . .) اهـ

هذه عبارتك الصرفية يا سيدي الدكتور ليس فيها ما يدنيها من مقال (الحديث ذو شجون) من قريب أو بعيد إلا أن أردت أن تجمع إلى ما تقدمه لإخواننا الأقباط الأكرمين من ضوء رأيك في انتخاب المطران ما يغير نوع الحديث تنبيهاً للفكر كما تقدم بعض أصناف الطعام تنبيهاً للمعدة، أو أن نجمع إلى ما تسوقه للأمة من تحقيق مسألة تاريخية طرفة صرفية يأبى إعظامك للغة وتكريمك أهلها إلا أن تتحفهم بها. غير أنه استبهم عليك الجمع وما قسته به وما حكمت على العرف لأنه من أهم الأسندة اللغوية. واستبهم عليَّ كل ذلك لأني أقرب منك عهداً بتعلم لغة العرب ولأقل تنقيباً في كتبها؛ فما وصل إليه معلومي أن كلمة (عادة) لا تجمع على عوائد، وأن صيغة فواعل ينحصر اطرادها في ثمانية أنواع أو سبعة على الخلاف ليس منها ما أوردته وقد اختلف في نوع من أنواعها (فاعِل) بكسر العين وصفاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>