للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للمذكر غير العاقل، فقيل بشذوذه وقيل بغلطه وقيل بصحته، وما عدا ذلك شاذ إجماعاً؛ وقد حصروا الشاذ فلم يكن منه عوائد جمعاً لعادة، فهو منكور قياساً، ولم يسمع شذوذاً حتى جنبت ذكره المعاجم. وقد استساغ ابن منظور أن يورد في بحره الزاخر (لسان العرب) بعد ما ذكر ما ورد من جموعها كلمة عيد جمعاً لعادة، ونسبها إلى صاحبها تأكيداً لاستضعافها وعدم رضايته عنها؛ ولم يذكر عوائد جمعاً لعادة، وإن أورد الشرتوني في معجمه (اقرب الموارد) بعد أن أورد ما سمع من جموعها: العوائد جمعاً لعادة. غير أنه أردفه بقوله وكأنه جمع عائدة. ثم التبس عليَّ قياسك عوائد على حوائج، لأنه قياس ينبو عما قرأنا في كتب أصول النحو، ولم اسمع من أمثال سيدي الدكتور - حفظه الله - من جعل الشاذ مقيساً عليه لمخالفته الإجماع؛ لأن القياس - ومن شروطه ألا يقاس على الشاذ - هو حمل غير المنقول على المنقول، وليست كلمة الحوائج المقيس عليها منقول لنبوها عن القاعدة ولكنها مسموعة، على أنه مطعون في صحتها جمعاً لحاجة قال الدماميني:

(سمع في هذا المفرد حائجة فيجوز أن يكون حوائج جمعاً لها واستغنى عن جمع حاجة) اهـ

وقد أنكر (حقي) في فروقه وابن خالوبه في كتابه (ليس في كلام العرب) جمع الحوائج على حاجة؛ وكذا الحريري في (درة الغواص)، واستشهد بخير ما يستشهد به لصدق دعواه، وإن أظهر الشهاب الخفاجي في شرحه على الدرة جنوحاً عن رأي الحريري، ولكنه سار في غير مسار

(بثينة)

الفدائية أيضاً

طلبت من الدكتور الفاضل محمد حسني ولاية بعد أن ذكر (الفدائية) في مقاله (الشخصية الهستيرية) أن يتفضل فيبين لنا المبادئ التي كانت تعمل من أجلها جماعة الفدائيين، وهل كانت هذه المبادئ من السمو - كما ذكر الدكتور الفاضل - بحيث يضحي الفدائي نفسه في سبيل كل غاية تفيد الإنسانية، أم أن الدكتور الفاضل أراد بذكرهم في مثاله مجرد التشبيه فقط، باسترخاصهم النفس في سيبل غاياتهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>