يا بني الأعزاء، تذكروا - غير مأمورين - ثم تذكروا. . .
ومن حبات دمعي أنظم عقد الحديث فأقول:
في جميع الكنائس بالشرق والغرب تجدون صورة (العذراء) تحتضن (المسيح) وهو صبي في المهد، فهل تعرفون كيف عللت تلك الصورة الرمزية؟
عللتها منذ أعوام بأنها تصوير لحنان الأمومة الرقيقة، وجاز عندي القول بأن النصارى من اليونان هم المبدعون لذلك الرمز الدقيق. وهل ينكر أحد فضل البراعة اليونانية على الديانة المسيحية؟
لا جدال في أن من ابتكر صورة المسيح تحتضنه العذراء كان أعظم مبتكر في تاريخ الأخلاق. ولا جدال في أن تلك الصورة كان لها تأثير عظيم في عطف الآباء على الأبناء. ولا جدال في أن تلك الصورة لم تعرف قبل ميلاد المسيح، وقبل أن تتصل مأساته بتاريخ اليونان والرومان، كما كنت أقول، وكما كان يجب أن سأقول، لو طال جهلي إلى آخر الزمان!
ولكن الله لطيف بعباده، أراد أن يطب لجهلي برفق ولطف، لأني طالب علم، وطالب العلم لا يخطئه التوفيق!
فكيف اهتديت بعد ضلال؟
رأيت صورة في الجزء الثاني من (التاريخ المصري القديم) لأخي وصديقي، وصاحب الفضل الأعظم على أدبي وبياني، عبد القادر حمزة باشا، وهي صورة تغافل عنها عامداً متعمداً، لانتفع بمغزاها بعد أن يموت، وكان يعرف أني لن أرثه إلا بالفكر والروح، وذلك أشرف المواريث
عبد القادر الوفي أراد أن يمنحني فرصة من فرص التحليق في سماء الفكر والخيال، فأثبت في الجزء الثاني من كتابه صورة أعفاها من التفسير والتأويل، عن علم لا عن جهل، لأقول فيها ما أشاء.
فما تلك الصورة الرمزية؟
هي صورة (إيزيس) وهي ترضع أبنها (حوديس)
وإذا عرفنا أن عبادة إيزيس كانت عقيدة اليونان والألمان والطليان والأسبان والفرنسيس