من جيرانه المسلمين، ولعله حفظ الآية التي تقول:(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) فكان من أخباره في الاصطدام بالأثرة الأوربية ما كان. وسنعرف جلية هذا الخبر بعد زمن قصير أو طويل؛ ولكن المؤكد أن نشأة هيس في مصر التي فرضت عليه الشوق إلى الصفاء
أما بعد فأين أنا مما أريد أن أقول؟
هذا مقال غيرت عنوانه مرتين، فقد كتبت شطره الأول في صدر الليل، وكتبت شطره الثاني حين كانت (نجمة الفجر) توهمني أنها مصباح أرسلته الطائرات المغيرة لاستكشاف ضمير العداء
وكان لي مع نجمة الفجر تاريخ سجله (الموال) المعروف:
يا نجمة الفجر طُلِّي وارجعي روحي ... وسلِّمي لي على اللِّي عندهم روحي
كنت أراعي نجمة الفجر بسبب الحب، فصرت أراعيها بسبب الحرب، وإن شقائي ليتمرد كلما تذكرت أن موقفي موقف المشاهدين لا موقف المحاربين
ليس في نيتي أن أمحو حرفاً من هذا المقال، لأني لا أريد أن ارجع إليه بالتغيير والتبديل، فكيف كان البدء حتى ينسجم مع الختام؟
لعلني قلت إن صورة إيزيس وهي ترضع حوريس هي التي أوحت صورة العذراء وهي تحتضن المسيح. ولعلني قلت إن مصر وجهت العالم كله إلى فنون من معاني العظمة والخلود. ولعلني قلت إنها هدت بني آدم إلى فكرة الطيران في سماء الواقع بعد أن هدتهم إلى الطيران في سماء الخيال
وطني!
أنت كما أعرف، وفوق ما أعرف، ولو أن الله لم يبدع خلقاً سواك لكنت وحدك الآية الباقية على أنه الخلاق الوهاب
وطني!
في سبيل الظفر بآلائك ولألائك سهرت عيون وشقيت عقول، فكيف أمن عليك بليلة لم يكن فيها سهد عيني وجهد عقلي، إلا هتافاً بمجدك في حاضرك وماضيك، يا آية الله في هذا الوجود