للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أي يوميّ من الموت أفر ... أيوم لم يقدرَ أم يوم قُدر؟

أن البيت على هذا الوضع لا يتفق مع ما جاء بعده لأنه من بحر الرجز، وقد جاء في ديوان الإمام علي هكذا:

أيّ يوميّ من الموت أفر ... يوم ما قدر أو يوم قدر

يوم ما قدر لم أخش الردى ... وإذا قدر لم يفن الحذر

وهما من الرمل، ثم قال: على أنه إذا صح أن ديوان الحماسة لم يذكر غيره، فإنه يكون مكسوراً، لأن (لم) تقتضي الجزم، وهو لا يتمشى مع الوزن. انتهى كلامه

فالشق الأول لا اعتراض لي عليه. أما قوله بكسر البيت، فهذا خطأ، لأن الرواية بفتح راء يقدر، كما بسطت في كتب القواعد كالأشموني والمغني منسوبة للحارث بن منذر الجرمي؛ فقد زعم اللحياني أن بعض العرب ينصب بلم كقراءة بعضهم (ألم نشرح لك صدرك)؛ وقول الشاعر:

في أي يوميّ من الموت أفر ... أيوم لم يقدرَ أم يوم قدر؟

وخُرجا على أن الأصل نشرحن ويقدرن، ثم حذفت نون التوكيد الخفيفة، وبقيت الفتحة دليلاً عليها. وقال أبو الفتح: الأصل يقدر بالسكون، ثم لما تجاورت الهمزة المفتوحة والراء الساكنة، أبدلوا الهمزة المحركة ألفاً، كما تبدل الهمزة الساكنة بعد الفتحة (إعطاء للجار حكم مجاوره)؛ ثم أبدلت الألف همزة متحركة لالتقائها ساكنة مع الميم

وأقرب للقياس أن يقال: نقلت حركة همزة أم إلى وراء يقدر، ثم أبدلت الهمزة الساكنة ألفاً، ثم الألف همزة متحركة لالتقاء الساكنين، وكانت الحركة فتحة إتباعاً لفتحة الراء، كما في (ولا الضالين) فيمن همزه

قال الدماميني: ويمكن أن تكون الحركة حركة إتباع، وإن كان في كلمة

فعلى هذا يكون البيت موزوناً، حيث لا ضميمة إليه من أبيات أخر

علي حسين محمد

المدرس بمعلمات أسيوط

سير النبلاء للذهبي

<<  <  ج:
ص:  >  >>