تذييلاً لما نشر الأستاذ الفاضل كوركيس عواد في العدد ٤٧١ من الرسالة، نشير هنا إلى أن الأستاذ سعيد الأفغاني نشر جزءاً في ٤٠ صفحة من سير النبلاء للحافظ الذهبي بدمشق سنة ١٩٤١ وطبع بمطبعة الترقي. وهذا الجزء خاص بترجمة الإمام ابن حزم الظاهري مع مقدمة ضافية في حياة الذهبي بقلم الناشر، نسخ له من خزانة إمام اليمن صاحب الجلالة يحيى حميد الدين. وسير النبلاء كتاب ضخم للذهبي في عشرين مجلداً، وفي الخزانة المذكورة منه بضعة مجلدات.
وقد كتب وجيه الحجاز الشيخ محمد نصيف إلى الأستاذ الأفغاني يبشره أن جلالة الإمام يحيى أمر أن يبحث عن بقية المجلدات في أطراف المملكة اليمنية كما أمر بالشروع في نسخ المجلدات الموجودة لترسل النسخة إلى دمشق وتهيأ للطبع. وفي ذلك بشرى لأهل العلم والتاريخ في إحياء سفر نفيس يتفرد بمزايا ليست في مرجع آخر مطبوع ولا مخطوط كما يظهر ذلك من مقدمة هذا الجزء المطبوع.
(مطلع)
كم ذا
قرأت في العدد (٤٦٢) من مجلتكم الغراء كلمة بعنوان (كم ذا) يستوضح فيها الكاتب عن مدى صحة قول حافظ رحمه الله:
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي=في حب مصر كثيرة العشاق
واطلعت على بعض الردود التي لم تنه الموضوع، لذلك أحببت الإدلاء بهذه الكلمة إكمالاً لما سلف أن نشر
إن (كم) في البيت استفهاميه ومميزها محذوف تقديره (كثيراً) أو ما هو معناه:
إلى كم ذا التملق والتواني ... وكم هذا التمادي في التمادي
و (ذا) في بيت حافظ في محل نصب مفعول مقدم لـ (يكابد) وهو مما أضعف التعبير إلى حد كبير وكان مثار استيضاحٍ الكاتب. وسبك الشطر منثوراً يكون هكذا:(كم كثيراً يكابد عاشق مصر هذا الألم)، و (يلاقي) زائدة جئ بها للوزن وللقافية. على أن في البيت غلطة نحوية باستعمال لفظة (كثيرة) فهي إن نصبت على الحالية لم يستقم المعنى، لان كثرة