إنها تخلق تيارات عنيفة الإيذاء، وهي السبب في بلبلة بالي في هذا المساء
وأعجب العجب أن المراوح الدوّارة تحتل جميع المكاتب الحكومية، وكأنها النمائم المبذولة بغير حساب، فأين من يرجمنا من تلك الرياح الباغية؟ وأين من يعرف أن القيظ في أحر أحواله أروح من البرد؟
عرفتُ بالضبط والتحديد سبب اعتكاري في هذا المساء، فما عن لؤم أو حقد غمزت معارفي وأصدقائي، وإنما هي جناية المراوح بوزارة المعارف، وسيأتي يومٌ قريب أو بعيد تُرفَع فيه تلك الآصار الثقال
إن قوماً يعجبون من ثورتي على الناس والزمان، فهل يعرفون أن المراوح تلفح وجهي في كل مكان؟
لو صفا دهري لصفوت، ولو عدل زمني لعدلت، واختلال الموزون يُخلْ الميزان
بمن أثق؟ وعلى من أعتمد؟ وما اطمأننت إلى صديق إلا رأيته بعد حين أو أحيان وصولياً عديم الروح والوجدان
ومع هذا أصفح عن أبناء زماني، لأنهم أبناء الزمان
ومع هذا أيضاً أبتسم حين يلقاني فلان وعلان
فضحتكم يا جماعة المنافقين، فالتمسوا قلباً غير قلبي، وجيباً غير جيبي، وانتظروا غضب الله على جميع المرائين
ثم ماذا؟
ثم أشير إلى غربتي في وطني بالفكر والروح، غربة قاسية لا ترحم ولا تلين، غربة أتوحُّد بها توحُّد الليث في العرين.