ويرى إدلر أن الخوف والشجاعة مرتبطان بالإيمان بالقضاء والقدر. وهو يقول:(أن الإيمان بالقضاء والقدر مخرج يخلص به الإنسان من الجهاد والبناء المفيد في الحياة. إن هذا الإيمان دائماً دعامة واهية يستند إليها الإنسان)
والغيرة باعتدال صفة عادية معروفة، ولكنها إذا اشتدت كانت من علامات الشعور بالنقص. أما الحسد فدليل مركب نقص شديد عميق. ويوافق علم النفس الفردي على أن (الحسود لا يسود) وأنه لا يمكن أن يكون الحسد مفيداً على أي شكل من الأشكال.
التحليل النفسي
تصبح بذلك طريقة التحليل النفسي عند إدلر واضحة. إن هذه الطريقة تعتمد على فهم الشخصية الإنسانية المحللة، وترمي بشكل خاص إلى النفاذ إلى هدف هذه الشخصية في الحياة، وعلى أساس من ذلك يوصف العلاج النفسي. وللوصول إلى هذا يجب أن يفهم (طراز الحياة للإنسان المحلل. وأن تدرس التذكارات القديمة، والأحلام التي يحلمها. (وطراز الحياة) هذا هو الشكل الذي تكون شخصية المرء قد استوت عليه بعد نموها خلال السنوات الأولى. ويمكن أن يفهم هذا الطراز من دراسة أوضاع الإنسان وخاصة في حالاته غير الطبيعية؛ فالإنسان السوي هو الإنسان الذي يستفيد المجتمع منه، والذي يكون له من الإقدام والجهود ما يتقوى به على مشكلات الحياة. إن الرجل الذي ينحرف عن هذا لا يكون سوياً، ويمكن مراقبته ومعرفة دائه، ومن ثم معرفة طريقة إصلاحه
ويروي إدلر حكاية رجل كان من صفاته أنه خجول شديد الشك في أصدقائه. فمثل هذا الرجل لا يمكن بشكه أن يكون ذا أصدقاء، ولا يمكن لشدة خجله أن يخالط الناس. ثم إنه كان شديد الخوف من الفشل في عمله؛ فحمله ذلك على شدة العمل حتى أنهك نفسه. ويعتبر هذا الرجل فاشلاً في علاقاته الاجتماعية كما يعتبر فاشلاً في عمله. إنه يحس إحساساً عميقاً بالضعف. وقد لوحظ أنه في مشكلة الحياة الثالثة - الحب - كان شديد التردد. فإنه كان يتنقل في حبه من فتاة إلى أخرى، ثم لم يتزوج قط. وكان هذا الرجل بكر أبويه. وبكر أبويه في نظر إدلر يتعرض في الغالب للحرمان كله أو بعضه من جراء العناية بالطفل الثاني التي يشاهدها البكر. وهذا الحرمان يولد في نفسه الشعور بالنقص. ومثل هذا الرجل