فلما تبينا الهدى كان كلنا ... على طاعة الرحمن والحق والتقى
وغير ذلك كثير مما تجده في مروج الذهب والعقد وتاج العروس ونهاية الأرب، وشرح المضنون، وتاريخ ابن عساكر وكامل المبرد والتحفة الناصرية وجمهرة ابن دريد واللسان وغيرها.
ويلحق بهذا المأخذ فساد الاستدلال الذي بناه الكاتب على وجود هذه الأشعار في المراجع العربية إذ استدل بوجودها فيها ووجودها في ديوان علي على صدق نسبتها إلى علي.
أقول إن هذا استدلال فاسد إذ من البدهي أن الذي وضع ديوان علي أو جمعه قد نقل ما في المراجع العربية جميعاً منسوباً إلى علي ولعله زاد عليه. . . فليس في هذا دليل.
من أسباب الخطأ في نسبة الشعر إليه
ويرى الكاتب أن هذه الأشعار قد وضعها أناس مختلفون معظمهم من الشيعة وأنهم نسبوها إلى علي حباً فيه. . . ثم جاء جامع الديوان فجمع كل ما عثر عليه من الشعر المنسوب إلى علي الخ
وأنا مع موافقتي على هذا الرأي أرى أن هناك سبباً آخر غير مقصود في عزو كثير من هذه الأشعار لعلي، وذلك أن علياً رضي الله عنه كان كثير التمثل بشعر العرب. ومن ثم ظن الرواة أنه قائل الشعر الذي تمثل به فنسبوه له خطأ:
١ - خذ مثلاً قول الشاعر:
أفلح من كانت له مزخّة ... يزخُّها ثم ينام الفخَّة
ذكره صاحب اللسان فقال:(وفي حديث علي رضي الله عنه. . . أفلح. . . البيت)(اللسان ج٤ ص١٠) وعبارة ابن الأثير (وفي حديث علي. . . أفلح. . . البيت)(النهاية ج٣ ص١٨٧)
فأنت ترى أن البيت ورد في حديث لعلي، ومن ثم ظن الرواة أنه قائله فنسبوه إليه. . . ففي المزهر (ج٢ ص٢٠٦) ما نصه: (وقال ابن دريد: روي عن علي رضي الله عنه. أفلح. البيت). والذي رواه البطليموسي في (الاقتضاب ص٣٨٣)
أفلح من كانت له قوصرَّة ... يأكل منها كل يوم مرَّة