قال الشارح: (يروي هذا الرجز لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) ثم ذكر البيت الذي معنا على أنه مثل هذا البيت
٢ - وقال المبرد في (الكامل ج٢ ص١٥ طبعة التجارية) (وأحسن ما سمع في هذا ما يعزى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقائل يقول هو له، ويقول آخرون قاله متمثلاً، ولم يختلف في أنه كان يكثر إنشاده:
فلا تفش سرك إلا إليك ... فإن لكل نصيح نصيحا
وإني رأيت غواة الرجا ... ل لا يتركون أديماً صحيحاً
فأنت ترى تشابه القول على الرواة فيما كان يتمثل به
٣ - وأبلغ من هذين الشاهدين ما نقله العيني عن البيت المنسوب لعلي:
أي يومي من الموت أفر ... يوم لم يقدر أو يوم قدر
أن ابن الأعرابي قال: (هو للحارث ابن المنذر الجرمي وليس لعلي رضي الله عنه، ولكنه تمثل به) (المقاصد النحوية بهامش خزانة الأدب ج٤ ص٤٤٧)
الزيادة فيما صح من شعره
وثم طريق آخر سلكه المزيفون على علي رضي الله عنه من الشيعة وغيرهم. ذلك أنهم عمدوا إلى البيت أو الأبيات اشتهرت نسبتها لعلي فزادوا عليها - قبلها أو بعدها - وتستطيع بقليل من النظر أن تتبين الزيادة من اختلاف النظم والأسلوب وتهافت المعنى
خذ مثلاً بيتيه اللذين أجمعت كتب الأدب على أن علياً قائلهما، بل إن المازني - وصوبه الزمخشري - لم يكن يصحح نسبة الشعر لعلي إلا هذين البيتين وهما:
تلكم قريش تمنَّاني لتقتلني ... فلا وربك ما بروا وما ظفروا
فإن هلكت فرهن ذمتي لهم ... بذات ودقين لا يعفو لها أثر
ثم ارجع إلى شرح شواهد المغنى ص١٧٦ تجد قبلهما ثلاثة أبيات وبعدهما ثمانية أبيات لا تشك بعد أن تقرأها أنها مصنوعة وترى فيها أثر الصنعة والتشيع والحديث عن المهدي المنتظر
وسوف يبعث مهدي بسنته ... فينشر الوحي والدين الذي قهروا
وسوف يعمل فيهم بالقصاص كما ... كانوا يدينون أهل الحق إن قدروا