الفن الأدبي، فقد افترع هذا اللون من الشعر الروائي افتراعاً) وكل ذلك لم يكن؛ فعبد المطلب وإن عالج الشعر التمثيلي ومشى فيه خطوات لا تحمد ولا تذم، لم يكن السابق ولا المفترع، وإن كان له فضل الاستجابة السريعة لتلك الموجة الجديدة بين شطآن أدبنا العربي الحديث؛ وإنما السابق إلى ذلك؛ الشاعر خليل اليازجي كما يحدثنا أستاذنا المرحوم محمود مصطفى في الجزء الثالث من أدبه العربي حيث يقول ص ٤١٣ (وعلى ذكر روايات شوقي التمثيلية نذكر أن أول من حاول جعل الرواية العربية كلها شعراً هو المرحوم الشيخ خليل اليازجي في رواية (المروءة والوفاء) وقد مثلت في الشام، ويذكر المرحوم جورجي زيدان أنه شاهدها في بيروت ١٨٧٨م) ولا شك أن حادثة كهذه بلقاء في الأدب قد وصلت إلى سمع الشيخ عبد المطلب، وعلى فرض أنها لم تصل إلى سمعه فقد ملأ الشعر التمثيلي في القرن التاسع عشر أرجاء أوربا، هذه واحدة؛ أما الثانية فعبد المطلب على فضله لم يستكمل شرائط الحيوية التي طالعتنا من فنون أمير الشعراء. فهذا القول أقرب إلى الغلو منه إلى شيء آخر؛ فشعر عبد المطلب في هذا الباب لا يصح أن يذكر بجانب شوقي وفحولته. فهما وإن اشتركا في الجنس فقد اختلفا في النوع أيما اختلاف، وإنك لن تستطيع أن تتم قراءة تمثيلية لعبد المطلب إلا بعد حمل على النفس وإعنات لها وإجهاد. حاشا شوقي فإنه يطير بك فلا تشعر أن لعقلك أو لقلبك منازعة معه، وإنما هي الفحولة الشعرية تفرض عليك أن تطير معها حيثما تطير
عبد الرحمن عيسى
خريج كلية اللغة العربية
من نوادر الخواطر
كتب (قاف) في العدد ١٨٨ من الثقافة تحت عنوان (شخصية العامل وعمله) ما يلي:
تعودنا منذ قريب أن نقول كلما عرضنا للحديث عن شخص من رجالنا العامين، وحاولنا الموازنة بين عمله وبعض شئونه الخاصة - تعودنا أن نقول معتذرين من بعض سلوكه (هذه مسائل شخصية)
وهو يضرب لذلك الأمثلة ثم يقول: (مستحيل أن يكون الرجل رجلين: رجلاً في الشارع