والعنبر من محبوب أرشق قواماً من غصن البان. وبسط سريراً سندسياً، وقضيت الوقت في سعادة متصلة. لقد استبعدني ظبي تركي
والآن أستغفر الله ربي من كل خطاياي ومن كل ما هجس في نفسي. إن أعضائي تشهد عليّ. ومتى قهرني الحزن فأنت أملي يا ربي في كل ما يحزنني. أنت تعلم ما أقول وما أنوي. أنت الكريم الغفور. إني ألوذ بحماك فاغفر لي.
وقد زارني أحد أصدقائي المسلمين بعد كتابة الملاحظات السابقة توا فقرأت عليه القصيدة وسألته أيليق أن يمزج الدين بالخلاعة هكذا؟ فأجاب:(نعم، يليق كل اللياقة. فهذا رجل يذكر خطاياه ثم يستغفر الله ويصلي على الرسول). فقلت:(ولكن هذه قصيدة قيلت لتسلية هؤلاء الذين ينهمكون في اللذات المحرمة. ثم لاحظْ أن الصفحة التي تصف الفسق تقابل التي تذكر أسماء الله عندما أطوي الكتاب فيكون وصف الملذات الأثيمة فوق ذكر الاستغفار). فأجاب صديقي:(ذلك عبث. اقلب الكتاب جاعلاً أسفله أعلاه ينعكس الحال فيغطي الغفران المعصية. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، وإن الله يغفر الذنوب جميعاً وهو الغفور الرحيم)(الآية ٥٢ من سورة الزمر). وقد ذكرتني إجابته ما لاحظته كثيراً من أن غالبية العرب - وهم شعب كثير التناقض - يستمرون في مخالفة الشرع اعتماداً على أن عبارة:(أستغفر الله) تمحو كل خطية. وكان بين يدي صديقي نسخة من القرآن فوجدت فيها عند بحثي على الآية المقتبسة ورقة عليها كلمات من الكتاب الكريم، وكان الرجل على وشك أن يحرقها لئلا تسقط فتداس. فسألته: أيجوز ذلك؟ فأجاب: إما أن تحرق وإما أن تلقي في مجرى ماء. والأفضل حرقها، إذ أن الكلمات تصعد مع اللهب فتحملها الملائكة إلى السماء. ويستشهد المسلمون حتى أشدهم تُقي بالقرآن عند المزاح. وقد حدث مرة أن طلب أحدهم أن أهدي إليه ساعة فأوعز إليَّ بهذه العبارة الملتبسة: إن الساعة آتية أكاد أخفيها (الآية ١٥ من سورة طه)
وكثيراً ما يشاهد المرء في المجتمع المصري ناساً يتلون آيات وأحاديث تتناسب المقام، ولا يعتبر مثل هذا الاقتباس - كما هو الحال في مجتمعنا - نفاقاً أو مملاً، وإنما يثير إعجاب المستمعين ويصرفهم عن تافه الحديث إلى جده. ويشغف مسلمو مصر وغيرها من البلدان،