كما نألم، ويضجر من الحر القاسي كما نضجر، وغاب عنهم إدراك الفرق بين الحياتين، والاختلاف الواسع بين الطبيعتين
إذا افترقت أجزاء جسمي لم أُبَلْ ... حلول الرزايا في مصيف ولا مشتى
أن تفظيع الموت يدعو إلى نوع من الحياة لا هو حياة ولا هو موت، ولعل كثيراً من رذائل الشرق سببه ما اعتاده قادتهم من تهويل الموت وتفظيع شأنه، وإلا فما الذي يجعلنا نرضى بالعيش الذليل بين أحضان آبائنا وأمهاتنا ولا نتطلب العيش السعيد بالهجرة والارتحال؟ وما الذي يدعونا إلى الفرار من المغامرة في شؤون الحياة، والركون إلى عيش الدعة والاطمئنان، وإلى كثير من أمثال ذلك؟ لا شيء إلا التغالي في الخوف من الموت، للتغالي في تهويل الموت.
لقد جل خطب الحياة أن كان كلما مات قريب أو صديق ذابت النفس حسرات، وأظلمت في وجهنا الدنيا، وتطرق ألينا اليأس.
لا. لا. أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وتباً لهؤلاء الذين يخلعون قلوبنا بالموت فنكون طعمة لمن يحبون الحياة.
ولنبدأ دعوة جديدة قوامها العمل للحياة و (لا بأس بالموت إذا الموت نزل).