للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

النمال.

تواضَعْ لله وحده، ولا تتواضعْ للناس، فهم بحكم فنائهم أذلاّء.

تواضع لله أدباً لا خوفاً، فهو يحب أن يراك في أخلاق السادة لا أخلاق العبيد.

لا تعامل باللطف والرفق إلا أهل اللطف والرفق، ثم أمنح ظلمك وعدوانك لمن تحدثهم النفوس الأواثم بالتطاول عليك.

نَزِّه نفسك عن الكفر بالله، ومن صور الكفر الموبق أن تقيم وزناً لمخلوق لا يؤمن بفكرة العدل، ولا يجعل هواه من هواك في الاحتكام إلى صاحب العزة والجبروت.

إن زمانك قد أصيب باختلال الموازين، ولم يبق من أهله من تحدثك ملامح وجهه بالخوف من الظلم والكذب والافتراء، فكن أوحد زمانك في الفرار من تلك الأخلاق السُّود، ولا عليك أن تعيش عيش الفقراء، فما يغتني في أزمان الانحطاط غير التجار السفهاء.

وما أوصيك إلا بما أوصيت به نفسي، فما يستطيع أبن أنثى أن يقول أني استعنت به في جليلٍ من الأمر أو دقيق، ولا خطرٍ في بال مخلوق أن ينال ودادي بغير الصدق في الوداد.

دنياكم سخيفة يا بني آدم، وأنتم منها أسخف، وسبحان من تجاوز عنها وعنكم فأمدّها وأمدّكم بالشمس والقمر، والماء والهواء!

لست منكم، ولستم مني، فبينيَ وبين الله عهد وثيق، وإلا فكيف جاز أن تحاربوني عشرين سنة، ثم لا تكون شكواي إلا من متاعب الغنى والثراء؟

آمنت بالله، آمنت، آمنت، وإني لأكاد أصافحه بيمناي.

ومن أنت يا ربي؟ أجبني، فأنني ... رأيتك بين الحُسن والزهّر والماءِ

في كلية الآداب

كتب إليَّ طالبٌ لا أسميه (إشفاقاً عليه من بعض المصاعب) كلمةً يقول فيها إن المحصول الأدبي في مجلة الرسالة قد استهواه فنقله من قسم اللغة الإنجليزية إلى قسم اللغة العربية، فماذا أقول في توجيه ذلك الطالب الأديب؟

أقول أن قسم اللغة الإنجليزية مطالبه أسهل من مطالب قسم اللغة العربية، وإليه البيان:

المتخرجون في قسم اللغة الإنجليزية لا يطالبون بالتفوق الذي يسمح بأن يكونوا من شُرَّاح الأدب الإنجليزي في مناحيه العقلية والاجتماعية، ولا يراد منهم إلا أن يكونوا أساتذة

<<  <  ج:
ص:  >  >>