صالحين لتدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية والثانوية.
أما المتخرجون في قسم اللغة العربية فهم مطالبون بالتفوق المطلق، التفوق الذي يسمح بأن يكونوا من أئمة الأدب العربي في هذا الجيل.
يضاف إلى ذلك أن كلية الآداب شحيحة بالرجال، فمنذ إنشائها في سنة ١٩٠٨ إلى اليوم لم يبرز من أبنائها غير آحاد، لأن المثل الأعلى في تصور كلية الآداب لا يسمح بنبوغ العشرات والمئات. ومن حسن الحظ أنها كانت كذلك، ليظل النبوغ الأدبي بعيداً من أوضار النسبة العددية، ولتظل كلية الآداب كلية آداب.
والحياة الجامعية في مصر تؤرخ بنشأة هذه الكلية، فهي النواة الصحيحة للجامعة المصرية، وهي الفيصل بين عهدين: عهد المحاكاة وعهد الإبداع.
وكان قسم اللغة العربية أساس كلية الآداب، كما كانت كلية الآداب أساس الجامعة المصرية، وهي عصارة الأماني الوطنية، فقد أنشئت لأسباب ما أظنها تخفى عليك، إلا أن يجب العلم بالتاريخ القديم مع جواز الجهل بالتاريخ الحديث!!
وكليتنا الغالية موسومة بقوة الروح، فما ذكرت الحياة الجامعية إلا كانت أول ما يخطر في البال، ولا جاز الاضطهاد إلا على أبنائها الأوفياء، لأنهم سبقوا زمنهم بأزمان.
فإن وجدت من قوة العزيمة ما يساعد على أن تكون من أساطين قسم اللغة العربية فأقبل غير هياب، حرسك الله ورعاك!
أبناء دار العلوم بوزارة المعارف
أمضى معالي الأستاذ أحمد نجيب الهلالي باشا قراراً بترقية جماعة من كبار الموظفين بوزارة المعارف إلى الدرجة الأولى الفنية وعلى رأسهم الأستاذ جاد المولى بك كبير مفتشي اللغة العربية، فالتفت الذهن إلى نصيب أبناء العلوم من الترقيات بوزارة المعارف، وقد طالت شكواهم من الإغفال والإهمال عدداً من السنين الطوال.
والظاهر من البحث الذي بذلته في درس هذه القضية أن أبناء دار العلوم لم يفز منهم بالدرجة الأولى قبل جاد المولى بك غير رجلين أثنين: عاطف بركات وعبد العزيز جاويش.
ومع هذا فالطعم مختلف كل الاختلاف: فالمغفور له عاطف بركات رقَّته وزارة الحقانية لا