علوبة باشا - أنا أقرأ مقالاتك بإعجاب
زكي مبارك - يشرفني أن يكون معالي الباشا من قرائي
- ولكن. . .
- من حق القراء أن يعلقوا على مقالاتي بألف (لكن) لأني أكتب في كل يوم، ولا يسلم المكثار من العثار، فما (لكن) عندك يا معالي الباشا؟
- لكني أراك كثير الشكاية من زمانك
- هذا صحيح، و (لكن) هل يذكر الباشا أنه كان وزير المعارف؟
- أذكر ذلك، فما تريد أن تقول؟
- أريد أن أقول: إني لم أكن أملك الدخول عليك بدون استئذان، ولهذا صحت نيتي على أن لا أرى وجه وزير إلا إن دعاني
- أنت مسرف في سوء الظن بالوزراء، فلهم شواغل لا تخفى عليك
- هذا الاعتذار مقبول، إذا كان الزائر رجلاً من أصحاب المطالب، وأنا رجل نفضت يدي من الدنيا ومن الناس، فما حجة الوزير الذي لا يرى أن أراه بدون استئذان؟
- الوزراء مشاغيل
- والأديب غير مشغول، يا معالي الباشا؟ إن للأديب شواغل وجدانية وروحية وعقلية وفلسفية لا تخطر لبني آدم في بال، وهو مسئول عن رعاية وطنه في حاضره وماضيه، فيعادي من يعادي ويصادق من يصادق في سبيل الوطن الغالي، ثم يكون جزاؤه أن يعتذر أحد الوزراء عن مقابلته بحجة أنه مشغول
- أنت مزعج، يا دكتور مبارك!
- المزعج هو الذي يطالب بالإنصاف، وأنا لم أطلب من أحد إنصافي، وإنما أسأل كيف يسرني أن استصيح بوجه أحد الوزراء فلا يتم ذلك بدون استئذان؟
- إن رجعت إلى الوزارة فسأبلغ من إنصافك ما تريد
- وإن رجعت إلى الوزارة فلن تراني ولن أراك!!
- ما هذا الذي تقول؟
- أنظر ثم انظر إلي ذلك الجانب تر (معالي. . . باشا)، فهل تراني هرعت للتسليم عليه؟